أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / مصالح من ستخدم سكة حديد باكو-اخالكالاك-كارس؟

مصالح من ستخدم سكة حديد باكو-اخالكالاك-كارس؟

إدوارد ايفازيان

 علم الناس حول مشروع بناء سكة حديد باكو اخالكالاك كارس في السابع من شباط ٢٠٠٧، حين تم توقيع وثيقة إقليمية حول المشروع. ومنذ ذلك اليوم لم تهدأ الأحاديث حول مواضيع بناء السكة والاستفادة منها. وتكمن المشكلة في بقاء أرمينيا خارج المشروع، مما فيها من أهمية سياسية أو بالأحرى نفسية اكثر مما هي أهمية اقتصادية لأرمينيا. وفي الحقيقة التأثير النفسي مرتبط بمعرفة أرمينيا والشعب الأرمني جُل المعرفة، لحقيقة مشروع سكة حديد باكو اخالكالاك كارس وحقيقة الغاية لتنفيذ المشروع. وهو المشروع الطوراني الجديد للقرن ٢١ الذي يهدف ربط تركيا بأذربيجان.

لم يُحقق المشروع الطوراني أعوام ١٩١٥-١٩٢٠ وأعوام ١٩٨٨-١٩٩٤ باستخدام طريق أراضي أرمينيا واليوم يأتي المشروع الطوراني على شكل مشروع اقتصادي عن طريق استخدام أراضي جورجيا. للوهلة الأولى يظن المطّلع أنّ هذا المشروع له تأثير إيجابي على أرمينيا، بمعنى أنّه سيخفف من طموحات تركيا وأذربيجان بالوحدة الطورانية من خلال أراضي أرمينيا وآرتساخ. لكن وجود لقلق جدي. والحديث هنا عن إقليم جافاخك الآهل بالأرمن والذي يتواجد في أراضي جمهورية جورجيا اليوم، حيث أنّ استعمال الخط لسنوات سيؤدي لتحويل الإقليم إلى منطقة مأهولة بالأتراك، مما يشكل خطرا مباشرا على جورجيا وأرمينيا على حد سواء.

إنّ تواجد خط النفط باكو تبليسي جيهان وخط الحديد باكو اخالكالاك كارس على الأراضي الجورجية لهه تأثير إيجابي و آخر سلبي في آن معا على جورجيا. إنّ استفادة جورجيا اقتصاديا من المشروع ليس موضع خلاف، لكن في نفس الوقت حقيقة أنّ سامتسخي-جافاخك تحولت بسبب المشروع لموقع ذات أهمية استراتيجية لتركيا وأذربيجان ليس موضع خلاف أيضا. لا يصعب التنبؤ بالمشاريع الكبيرة القادمة للدول الآنفة الذكر في موقع سامتسخيه جافاخك. وقد بدأت بشكل تجريبي ولتتصف بالجدية يوما بعد يوم. والحديث هنا يكمن عن التواجد التركي، الذي وضع جذوره في اخالتسخا بتطوير الأعمال غير الأخلاقية، فقد افتتح في المدينة عشرات المطاعم التي تعرض لزبائنها الأتراك خدمات أخرى.

نستنتج من كل ما سبق، أنّه إلى أي مدى يمكن أن تزداد الحاجة لتلك الأعمال في المستقبل القريب، حينما تبدأ سكة حديد باكو اخالكالاك كارس بالعمل. حيث ستنمو الفنادق والمطاعم التركية والآذرية كالفطر إلى جانب المتاجر التركية. و هذا كله ليست سوى البداية.

 الاحتمال الأقوى ان تسير الأحداث شبيهة لسيناريو باطوم.  عُمران جميل، واقتصاد نامي. وفرص عمل للأتراك بشكل رئيسي وللجورجيين بشكل اقل. وفي المستقبل سيعبّر الأتراك الميسخيتسيون وبمساعدة تركيا وأذربيجان عن رغبتهم بالعودة الى سامتسخيه جافاخك حيث أنّ أبناء جلدتهم سيكونون قد قاموا بتقوية انفسهم هناك. ويبدو أنّ لا قيمة للتكلم عن ما سيجري بعد ٢٠ أو ٣٠ سنة. ما جرى في باطوم سيتكرر في جافاخك. وبالتالي، إذا لم تأخذ السلطات الجورجية العبرة مما جرى في باطوم واستمر الوضع على هذا المنوال، عندها سيزداد عدد الأتراك القاطنين حول خط النفط باكو تفليسي جيهان وخط حديد باكو اخالكالاك كارس.
 بكل الأحوال تتعالى الأصوات في أذربيجان و التي تعلن أنّ أرمينيا لا يمكن أن تستفيد من خط الحديد بأي شكل من الأشكال. مما يبيّن غاية المشروع الواضحة بتقويض أرمينيا. ومن الأهمية بمكان ألا تخضع جورجيا لاستفزازات أذربيجان، لأنه في المستقبل ستواجه المشكلات آنفة الذكر وذلك عن طريق موازنة الحضور التركي الأذربيجاني في سامتسخيه جافاخك فقط بمساعدة أرمينيا. ولنفس السبب على السلطات في جورجيا أن تتذكر أن أي خطوة تهدف لإضعاف ارمن جافاخك سينتج عنها ضربة للمصالح الجورجية أيضا. وبنفس المنطق أيضا يجب أن تعمل الوسائل الإعلامية الجورجية على الإنترنت حين يتعلق الامر بسامتسخيه جورجيا. فهم يجهدون للاستفادة من موضوع رغبة ارمن جافاخك بالانفصال عن جورجيا ليس فقط لتوتير العلاقات الجورجية الأرمينية فحسب، بل لخلق رأي عام لصالحهم في جورجيا، مما يخدم  المشاريع السوداء لأذربيجان وتركيا في سامتسخيه جافاخك.
 ومؤخرا حين حدثت الواقعة الأخيرة في قرية كومبورتو في اخالكالاك حول الكنيسة، ذكرت الصحافة الأذربيجانية اسم فاهاكن جاخاليان مرة أخرى واتهمته بمسؤولية ما جرى، وغضت النظر حول أن جاخاليان لم يكن لديه علاقة بما جرى بل كان أوائل من دعوا لتجنب الاستفزازات من خلال صفحته على الأنترنت.
وتلى ذلك البيان المشترك للكنائس الجورجية والرومية والأرمنية الأرثودكسية الذي صدر في ٣٠ أيلول حول ما جرى، والتي تم فيها الخروج عن موضوع الواقعة، مما تسبب في ارتفاع موجة عدم الثقة بالكنيسة الأرمنية الأرثودكسية. ولحسن الحظ لم يخلق البيان توترا جديدا، توترٌ ما كان ليخدم إلا مصالح أعداء الشعبين الأرمني والجورجي.
وحتى مشكلة كنسية حساسة للغاية كهذه يحب ألا توتر العلاقات بين الشعبين، لأن ما كان خطرا  خارجيا بالأمس اصبح اليوم في داخل الدولة والتوتر سيخدم مصالحهم فقط.
 ويكفي أن نذكر كيف أن البيزنطيين كانوا يرغبون بالسيطرة على الكنيسة الأرمنية وبطريركها ولم يفوتوا حينها أي فرصة للتدخل بشؤونها الداخلية في القرن السادس. وفيما بعد ذهب البيزنطيون إلى اكثر من ذلك وهاجموا على مدينة آني واضعفوا المملكة الأرمنية بشكل نهائي وتسبب ذلك فيما بعد أن احتل السلاجقة الأتراك مدينة آني في البداية وثم هاجموا على بيزنطة المسيحية. وبالمحصلة سقطت المملكتان وقامت على اثرها تركيا الحالية. وعلى الرغم من أن العصر قد تغير إلا أن منهجية الأتراك لم يتغير. إن تركيا وأذربيجان تسعيا بكل الوسائل أن يخلقا حالة صراع بين الشعبين المسيحيين، لكي يستفيدا من ذلك ويقووا دعائمهم كنتيجة للسياسة قصيرة النظر التي تنتهجها الكنيسة ونتيجة لاختلاف الأعراق. وعلى كلا الكنيستين الجورجية والأرمنية والسلطات والشعبين أن يعرفوا هذه الحقيقة.
 عرفنا ام لم نعرف، فبكل الأحوال سيتم افتتاح سكة الحديد، وسكة الحديد لن تضر بالشعب الأرمني والدولة الأرمنية، لكن بعد البدء باستخدام الخط يجب أخذ الحيطة، لكي لا تتعرض سامتخيه جافاخك لمصير اجاريا ولكي لا تتعرض جورجيا لمصير بيزنطة الرومية عندها سيكون الخاسر في المنطقة أرمينيا.

 

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …