فرنسا: بعد مناقشة استمرت ساعتين اعترف مجلس الشيوخ الفرنسي بآرتساخ كجمهورية مستقلة.

اعترف مجلس الشيوخ الفرنسي يوم الأربعاء باستقلال جمهورية أرتساخ بأغلبية 305 أصوات مقابل صوت واحد ، بعد مناقشة استمرت قرابة ساعتين في قاعة مجلس الشيوخ بالبرلمان الفرنسي.

أدلى 12 من أعضاء مجلس الشيوخ ، واحدًا تلو الآخر ، ببيانات قوية قبل التصويت ، ولفت الانتباه جميعًا إلى الانتهاكات الشنيعة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبتها أذربيجان. كما سلطوا الضوء على دور تركيا ليس فقط في دعم باكو على الجبهة العسكرية ، ولكن أيضًا في رعاية الجهاديين للقتال إلى جانب القوات الأذربيجانية.

كان أعضاء مجلس الشيوخ واضحين في الإشارة إلى أن صراع كاراباخ ليس صراعًا حول أقاليم، بل هو مسألة بقاء للأرمن.

كما حذر أعضاء مجلس الشيوخ من التهديد الذي يتعرض له التراث الأرمني الذي يعود إلى آلاف السنين في ظل الحكم الأذربيجاني ، وحثوا فرنسا على التعامل مع المنظمات الدولية ، وكذلك اليونسكو ، لضمان حماية الآثار والكنائس الثقافية من الانقراض.

وحذروا من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتطلع لإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية وتعزيز القومية والتوسع التركي الذي قالوا إنه يشكل تهديدًا لأوروبا والمنطقة.

كما تحدثوا مطولاً عن الإبادة الجماعية للأرمن ، وكيف أن القادة الأتراك المتعاقبين لم ينفوا الجريمة فحسب ، بل تعهدوا ، نقلاً عن أردوغان ، بـ “إنهاء” ما بدأه أسلافهم ، مما يشكل تهديدًا وجوديًا للشعب الأرمني وأرمينيا.

وأشاروا إلى سياسات الاتحاد السوفيتي التي وضعت المناطق ذات الأغلبية الأرمينية في كاراباخ وناخيتشيفان ضمن جمهورية أذربيجان السوفيتية ، التي اتبعت لعقود سياسة إخلاء المناطق من سكانها الأرمن.

وأشاد أعضاء مجلس الشيوخ بشعب أرتساخ لممارسته حقه في تقرير المصير وإعلان الاستقلال من خلال استفتاء ديمقراطي ، مؤكدين على أن أرتساخ أثبتت على مر السنين رغبتها في الوجود كدولة ديمقراطية.

قال جميع المتحدثين إن فرنسا تتحمل مسؤولية أخلاقية وعالمية لا لبس فيها للاعتراف بآرتساخ ، وحثوا الحكومة الفرنسية على أن تعكس شعور الهيئة التشريعية وأن تحذو حذوها. وبالتالي ، قال أعضاء مجلس الشيوخ إنه كانت على فرنسا إتخاذ خطوة حاسمة لضمان أمن السكان الأرمن في أرتساخ ونزع فتيل جهود تركيا لدفع سياساتها القومية والتركية في جميع أنحاء العالم.

إلى ذلك حذر ممثل الحكومة ، جان بابتيست ليموين ، وزير الدولة الفرنسي لأوروبا والشؤون الخارجية ، أعضاء مجلس الشيوخ من تداعيات اعتراف فرنسا بآرتساخ ، قائلاً إن فرنسا ، وهي دولة تشارك في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، يمكن أن تفقد موضوعيتها في عملية المفاوضات الجارية. كما أشار إلى حقيقة أن أرمينيا لم تعترف بآرتساخ.