أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أردوغان يشير إلى اضطرابات “الفاشية والعنصرية” في الولايات المتحدة ويتجاهل تجارة الرقيق التركية.

أردوغان يشير إلى اضطرابات “الفاشية والعنصرية” في الولايات المتحدة ويتجاهل تجارة الرقيق التركية.

كتب جيري توتونجيان على موقع gagrule.net

  بعد الرئيس دونالد ترامب يجب أن يكون القائد الأكثر انشغالا هو الرئيس التركي رجب أردوغان. ولكن على الرغم من جدول اعماله المزدحم (من تهديد أوروبا، وإدانة فرنسا واليونان وقبرص ومصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ ومهاجمة الأكراد في تركيا وسوريا والعراق، وشن حرب في ليبيا وسوريا، ووضع خطط لغزو أرمينيا واليونان، إرسال السفن إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لسرقة الهيدروكربون من عمق البحر من المياه التي لا تنتمي إلى تركيا، وإرسال قوات إلى أكثر من نصف دول الشرق الأوسط وأفريقيا، ورشوة الأصوليين اللبنانيين من أجل تهديد أرمن ذلك البلد بالإبادة الجماعية، وسجن الصحفيين الأتراك، وإغلاق الاتصالات الإلكترونية، وتحويل كاتدرائية آيا صوفيا البيزنطية إلى مسجد…)، وجد الديكتاتور التركي مؤخرا وقتا للتغريد بأن الاضطراب الاجتماعي السياسي الأمريكي هو نتيجة “للعنصرية والفاشية”.

  في غضون ذلك، استنتج “عبيده” من وسائل الإعلام أن أصل الأزمة الأمريكية هي العبودية. إن وضعنا جانباً العنصرية التركية ضد العلويين والأرمن والآشوريين واليونانيين واليهود والأكراد واللاجئين العرب السوريين، فلنلق نظرة على سجل العبودية في تركيا.

  كتب توماس سويل، الاقتصادي الأمريكي الأسود والمفكر الاجتماعي: “تم جلب المزيد من البيض كعبيد إلى شمال إفريقيا باعداد تفوق أعداد السود الذين أحضروا كعبيد إلى الولايات المتحدة أو إلى المستعمرات اﻟ 13 التي تشكلت منها. تم شراء وبيع العبيد البيض في الإمبراطورية العثمانية حتى بعد عقود من تحرير السود في الولايات المتحدة.

 من هم أسياد العبيد في شمال إفريقيا والذين ابتليت بهم أوروبا الغربية من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر؟ لقد كانوا قراصنة الساحل البربري للجزائر وتونس وليبيا. كان مَلِكهم السلطان العثماني الذي قامت بَحريته بحمايتهم عندما واجهوا البحرية الغربية. كانت تركيا العثمانية تشكل أيضا الزبون الرئيسي للعبيد. لمدة أربعة قرون، أغار القراصنة إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وهولندا وإنكلترا وأيرلندا واختطفوا مواطنين وباعوهم في أسواق العبيد في شمال إفريقيا. حتى أنهم أغاروا على أيسلندا، وكانت هذه الغارات تسمى Tyrkjaranio (الغارة التركية).

 لم تكن البحرية الأمريكية محصنة ضد هجمات القرصنة البربرية. وتجنبا لهجماتهم على سفنها أشادت الولايات المتحدة بهم . وفقا للمؤرخين، فقد استعبد قراصنة الساحل البربري 1.250.000 أوروبيا.حملات صيد العبيد  هذه كانت من الأمور المستمرة على مدار العام لسد نقص العبيد الذين ماتوا أو اعتنقوا الإسلام.

 في أوائل القرن التاسع عشر شنت بريطانيا وهولندا وفرنسا والولايات المتحدة حربين ضد القراصنة.إن كلمات مثل “… إلى شواطئ طرابلس …” التي نجدها نشيد معركة مشاة البحرية الأمريكية تحيي ذكرى معركة درنة (1805) ضد القراصنة.

وفقا للإحصاءات العثمانية، فإنه بين عامي 1450 و 1700 استورد الأتراك 2.6 مليون من العبيد من منطقة البحر الأسود وحدها. كما كان السلاطين أكبر مالكي العبيد. ووجدت في المدن والبلدات العثمانية أسواق رقيق تسمى “Esir” / “Yesir” (بمعنى الرقيق/العبيد باللغة العربية). كان معظم العبيد شابات أو أطفال. تم عرضهم عراة للفحص. هذه الأسواق تأسست بعد فترة وجيزة من غزو العثمانيين للقسطنطينية. وهكذا في القرنين السادس عشر والسابع عشر كان خمس سكان القسطنطينية من العبيد.

 كانت خانية القرم التابعة للامبراطورية العثمانية المزود الرئيسي لعبيد البحر الأسود للعثمانيين. أطلق العثمانيون على حملات صيد العبيد في الخانات “حصاد السهول”. كتب كاتب الرحلات العثماني من القرن السابع عشر أوليا شلبي أنه كان هناك 400000 من العبيد في شبه جزيرة القرم. كانوا أوكرانيين وروس وبولنديين وليتوانيين.كما كتب المؤرخ البولندي بوهدان باراتوفسكي أنه في القرن السابع عشر كان الكومنولث البولندي الليتواني يفقد سنويا وسطيا 20000 من مواطنيه بسبب العبودية.

كانت للعبودية أهمية حيوية للاقتصاد والمجتمع العثماني. في القرن الرابع عشر بنى السلطان مراد الأول جيشا من العبيد وسمّاه كابيكولو. بحلول عام 1609، زادت قوات كابيكولو إلى 100000. وبما أن إمدادات البحر الأسود كانت غير كافية للاحتياجات العثمانية، نظم السلطان حملات عسكرية لصيد العبيد في الشرق الأوسط والبلقان وأوروبا الشرقية.

كانت مصر التي يحكمها العثمانيون بوابة القسطنطينية للعبيد الأفارقة. وكان الأسرى من مواطني صعيد مصر وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى. حُرم عبيدهم أن يكونوا حراسا للحريم في إسطنبول وخضعوا لـ “جراحة” قسرية في مصر ليصبحوا مخصيين.

احتاج العثمانيون إلى العبيد لمجموعة متنوعة من الاحتياجات: الجيش؛ لأغراض جنسية؛ كعمال ميدانيين، وخدم المنازل.

بينما حظرت أوروبا والولايات المتحدة العبودية في القرن التاسع عشر، استمر العثمانيون في بيع وشراء العبيد حتى أواخر عام 1908. كتب السفير الأمريكي هنري مورجينثاو أن الفتيات الأرمن تم بيعهن كعبيد خلال الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915.

 لا توجد إحصائيات حول العدد الإجمالي للأشخاص الذين استعبدهم الأتراك العثمانيون من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين. بالنظر إلى الأرقام المذكورة أعلاه، ويمكن تقدير الإجمالي بأكثر من ستة ملايين بإرتياح.

 على الرغم من أنه من المفترض أن كمال أتاتورك أنهى العبودية في تركيا، فقد انتظرت أنقرة حتى عام 1933 للتصديق على اتفاقية عصبة الأمم لعام 1926 التي جعلت العبودية غير قانونية. تم الإبلاغ عن المبيعات في ثلاثينيات القرن العشرين. لم يتم اعتماد تشريع يحظر الرق في تركيا حتى عام 1964.

  في ظل معايير مزدوجة وقحة، فضلاً عن أخلاقيات انتقائية، فإن السلطات التركية التي تتوق إلى إحياء تركيا العثمانية الغارقة بالرق هم نفس الأشخاص الذين يدينون أمريكا. وحين ورثت الولايات المتحدة العبودية التي استمرت تسعين عاما، كانت العبودية جزءا أساسيا من تركيا العثمانية لأكثر من خمسة قرون. إنه لأمر مدهش أن نرى تقاعس أمريكا عن بناء إمبراطورية أردوغان وعدوان أنقرة في ستة دول مجاورة.

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …