في خطابه أمام اليونانيين البنطيين الذين يعيشون في تورنتو حول الإبادة الجماعية لأجدادهم كشف الجنرال السابق فرانغوليس فرانغوس من الجيش اليوناني عن الدور المتقدم للألمان في هذه الإبادة.
أوضح فرانغوس أن قائدا عسكريا ألمانيا هو المحرض على إبادة اليونانيين والأرمن وغيرهم من السكان بأساليب الإجهاد والإنهاك، من خلال مسيرات الموت.
هذه كانت بمثابة اختبار لما فعله النازيون بعد بضع سنوات ضد اليهود وغيرهم.
وكان لعقيدٍ المانيٍ الدور المحفز.
في خطابه قال الجنرال فرانغوس: “في مؤتمر في تشرين الأول عام 1911 في سالونيك، قرر الأتراك الشباب ــ والذين باتوا يشكلون حكومة الإمبراطورية العثمانية ــ إبادة القوميات غير المسلمة وتعنيف المسلمين ذوي الجنسيات مختلفة”.
ونص قرارهم على وجه التحديد: “يتعين على تركيا أن تتحول إلى دولة إسلامية، حيث يسود الدين الإسلامي ووجهات النظر الإسلامية المتطرفة، وحيث يتم قمع أي دين آخر مختلف. ومن الواضح أن هذا لا يمكن أن يتم بالإقناع. لذا فلابد من استخدام العنف المسلح.إن السيادة الإسلامية حتمية واحترام المؤسسات والتقاليد الإسلامية وحده أمر مستحق. إن حق القوميات الأخرى في أن يكون لها منظماتها الخاصة يجب أن يستبعد”. وأي شكل من أشكال اللامركزية والحكم الذاتي يعتبر خيانة ضد الامبراطورية التركية. ان هيمنة اللغة التركية هي احد الوسائل الرئيسة للحفاظ على السيادة الاسلامية”.
وهكذا بدأت إبادة الأرمن، واليونانيين من البنطيين، واليونانيين من آسيا الصغرى و التراقيين، والآشوريين و الآخرين.
أضاف الجنرال فرانغوس: “بإلهام من العقيد الألماني أوتو ليمان فون ساندرز (1855-1929)، الذي خدم كمستشار عسكري، وقد تم ترقيته إلى منصب القائد العام للجيش الإمبراطوري العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى، كما تم تكريمه لخدمته في السلطنة بلقب باشا”.وتابع فرانغوس: “اقترح ساندرز على الأتراك الشباب الإبادة مؤكدا أن الأمر ضروري لأسباب أمنية وإبعاد اليونان وغيرهم من الشعوب المسيحية من السواحل”.
كان اقتراحه يتلخص في ” برد الشتاء و الأمطار والرطوبة العالية، والشمس والحرارة الشديدة سوف تخلف أمراض الطفح الجلدي والكوليرا، والمصاعب والمجاعة، كلها لها نفس التأثير، هذه الاشياء ستؤدي بهم إلى حتفهم”.
“بالنظام الذي أقترحه، موتهم مؤكد”، أكمل فرانغوس الكلام الالماني الموجه للأتراك. “ولكن قبل وفاتهم سوف يقدمون لنا خدماتهم القيمة من أجل الأمة. إضافة عن ذلك فإن زوجاتهم لن تنجبن، لذا ستنحل مشكلتكم الديموغرافية، بينما سيتم محو هذه السلالة الكريهة غير المشرفة وتفنى إلى الأبد خلال جيل كامل، ولسوف تكتسب تجانساً تركياً قوياً، وهو ما من شأنه أن يمنح أمتكم قوة جديدة.
كما قال الألمان للأتراك، حسب فرانغوس: “وبالطبع، لا تنسوا الأملاك والعقارات التي سيتركها اليونان بعد خسارتهم، والتي سوف تنتقل إلى عامة الناس، أي إليكم جميعا”.
ثم شرح فرانغوس أن “الأتراك جندوا الذكور غير المسلحين من الروم الأرثوذكس في بنطس وآسيا الصغرى و تراقيا، بالإضافة إلى المسنين والمرضى والأطفال الصغار الذين أُرسلوا إلى معسكرات العمل المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، في مناطق بعيدة عن ديارهم. وقد أرغموا هناك على كسر الحجارة لمدة 12 ساعة يوميا، وبناء الطرق العسكرية، وتناول الطعام الذي المتبقي من الحيوانات والنوم في مناطق مهجورة”.
“في تموز 1921، وفي مناطق ترابزون ، سورومينون، ورزيونتوس، شردوا كل السكان الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 60 عاما. وفي هذه العملية ذبحوا أغلب هؤلاء الأطفال، ومات الباقون بسبب المصاعب والتعذيب”.
أضاف الجنرال السابق: “في كيراسون، تم إنقاذ أربعة آلاف فقط من النساء والأطفال من أصل أربعة عشر ألف طفل. في أوينوي، قام عثمان باشا بنفس القدر الذي قام به إينفر باشا في كيراسون. وفي سامسون، خرج كل اليونانيين في مسيرات الموت“.
“في الفترة من 1914 إلى 1924، قُتِل 353000 يوناني من بنطس، وإذا أضفنا أكثر من 700 ألف يوناني من لونيا تراقيا الذين قُتلوا من قبل الجيش التركي، فإن عدد اليونانيين بلغ مليون و خمسون الف .
إن الفظائع التي ارتكبها الأتراك لا تعد ولا تحصى، وخاصة في الفترة 1921-1922، وهي دليل على خطة كمال للإبادة الجماعية”.
الوسومابادة جماعية الأتراك الألمان اليونانيين
شاهد أيضاً
يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …
مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.