أخبار عاجلة
الرئيسية / القفقاس / أرمينيا / الإبادة الجماعية للأرمن، بعد 105 سنوات.

الإبادة الجماعية للأرمن، بعد 105 سنوات.

القضية: ترجمنا هذه المقالة التي نشرت في موقع  The Indian Express الهندية بالرغم من بعض التحفظات على ما ورد في فيها حيث يحاول أن يقدم المأساة الأرمنية ولكن يورد وجهة النظر التركية المغالطة للحقيقة للحفاظ على حيادته ككاتب مقالة.

بقلم نيها بانكا   

 بحسب التقديرات، قُتل حوالي 1.5 مليون أرمني خلال الإبادة الجماعية، إما في المذابح والقتل، أو من سوء المعاملة والإساءة الجسدية والتجويع.

 

غالبا ما تسمى الإبادة الجماعية الأرمنية بأول إبادة جماعية في القرن العشرين. وتشير إلى الإبادة المنهجية للأرمن الذين عاشوا في الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1915 و 1917. ووفقا للتقديرات، قُتل حوالي 1.5 مليون أرمني خلال الإبادة الجماعية، إما في المذابح والقتل، أو من سوء المعاملة والإساءة الجسدية والتجويع. الأرمن في الشتات يحييون ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن في 24 نيسان. يصادف هذا العام مرور 105 أعوام على بداية الإبادة الجماعية، وهو أمر تنفيه تركيا باستمرار.

 

لماذا حدثت الإبادة الجماعية للأرمن؟

وقعت الإبادة الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، وكانت من نواح كثيرة نتيجة مباشرة للتطورات خلال الحرب. على الرغم من أن الأرمن واجهوا دائما المضايقات والاضطهاد في آسيا الصغرى، إلى أنه ازداد حوالي عام 1908. خلال الحكم العثماني، تعرضت الأقليات مثل الأرمن لمعاملة تمييزية. على سبيل المثال، أجبروا على دفع ضرائب أعلى. على الرغم من ذلك، كانوا مجتمعا متعلما وغنيا، وكان لديهم خصائص استقطب استياء الآخرين.

كان الأرمن في الإمبراطورية العثمانية مسيحيين بالإيمان وخافت الخلافة العثمانية خاصة خلال الحرب من أن الأرمن سيعطون الولاء لدول مجاورة لديهم انتماء ديني مماثل، على سبيل المثال روسيا.

نتيجة لهذا العداء المستمر والشك تجاه الأرمن كانت أولى المذابح التي أقرتها الدولة هي المذابح الحميدية بين 1894-1896. تم تنفيذ هذه المذابح العنيفة لقمع الاحتجاجات ضد التمييز التي تم ممارستها ضد الأقليات في الخلافة العثمانية. من نواح عديدة، كانت المجازر الحميدية التي أسفرت عن وفاة الآلاف من الناس تمهيدا للإبادة الجماعية للأرمن. ولم يُحاسب العاهل الحاكم عبد الحميد الثاني على المذابح على الرغم من أن الباحثين يعتقدون بأن العنف قد ارتكب بموافقته.

من هم الأتراك الشباب (تركيا الفتاة)؟

في عام 1908، قادت حركة الإصلاح السياسي التي أطلقت على نفسها اسم الأتراك الشباب المكونة من مثقفين وثوريين، تمردا ضد عبد الحميد الثاني في محاولة للإطاحة بالسلطنة لصالح حكومة دستورية. عندما تمت الإطاحة بالسلطنة، اعتقد الأرمن أنهم قد يحصلون أخيرا على فرصة للمساواة في الدولة. ولكن، مع تغير الإيديولوجية السياسية للأتراك الشباب، أصبحوا أقل تسامحا مع الأرمن الذين يطالبون بالحريات. الحروب الروسية التركية والصراع في البلقان وروسيا زادت من الأعمال العدائية ضد الأرمن.

ماذا الذي حدث خلال الحرب العالمية الأولى؟

بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في تشرين الثاني 1914، شارك الأتراك العثمانيون في الحرب، وانحازوا إلى جانب ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية. اعتقد الأتراك العثمانيون أن الأرمن سيقفون إلى جانب روسيا في الحرب وسيشاركون بقوة في الدعاية ضدهم. بالنسبة للعديد  من الجيش التركي العثماني، تأكدت مخاوفهم عندما بدأ الأرمن في أطراف القوقاز بتنظيم كتائب متطوعة للقتال من أجل روسيا ضد الأتراك العثمانيين. أدى هذا إلى مشاركة الأتراك العثمانيين في حملة إزالة جماعية للأرمن من المناطق الحدودية على طول الجبهة الشرقية.

في 24 نيسان 1915، اعتقل مسؤولو الحكومة التركية العثمانية آلاف المثقفين الأرمن وأعدموعم. كانت بداية الإبادة الجماعية للأرمن. أُجبرت الأسر الأرمنية، بما فيه الأطفال الصغار، على المشي لأيام دون طعام وماء ومأوى في صحاري سوريا والعربية. تعرض الأرمن لإهانات أخرى، اضطروا للسير عرايا تحت الشمس، مات الكثير منهم في المسير. وتعرضت النساء والفتيات للعنف والاغتصاب على نطاق واسع، وتم الاتجار بهن أيضا.

بالنسبة للأرمن الذين نجوا من المسير، استمر العنف والوحشية في معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء سوريا والعراق، حيث تعرض النساء الأرمن للزواج القسري لرجال مسلمين. كما تم حرق الأرمن في القرى في مجموعات كبيرة وغرقوا عمداً في البحر الأسود. يقول باحثو الإبادة الجماعية للأرمن إن الإجراءات ضد الأرمن قد تشبه الانتهاكات والتعذيب الذي ارتكبه النازيون خلال المحرقة. كما تمت مصادرة ممتلكات الأرمن المرحلين من قبل الحكومة العثمانية.

تم تدمير العديد من الممتلكات والآثار الأرمنية ذات القيمة الدينية والثقافية والتاريخية خلال الإبادة الجماعية، بما في ذلك الكنائس والمقابر. استمرت الإبادة الجماعية حتى عام 1923.

ماذا حدث عقب ذلك؟

تم تدمير العديد من الوثائق والأدلة المتعلقة بالإبادة الجماعية للأرمن قبل وبعد بضع سنوات من انتهاء الحرب. في حين لا يوجد رقم دقيق فيما يتعلق بعدد الأرمن الذين قتلوا، قدر الباحثون العدد بحوالي 1.5 مليون. نزح الآلاف من الأرمن وفروا إلى بلدان حول العالم بحثا عن ملجأ، بما في ذلك شبه القارة الهندية. قام العديد من الدبلوماسيين الذين تم نشرهم في المنطقة خلال الإبادة الجماعية للأرمن بتوثيق الأحداث في مذكرات يومية شخصية وكذلك في البرقيات الرسمية.

عقب الحرب، لم يُسمح للأرمن النازحين باستعادة الممتلكات والمتعلقات التي أجبروا على تركها أثناء الإبادة الجماعية. رفضت تركيا استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية” ونفت تعرض الأرمن للقتل المنهجي.

هل تعترف تركيا بالإبادة الجماعية للأرمن؟

بعد سنوات من الانتقاد لإنكار الإبادة الجماعية، في عام 2007، دعا رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي آنذاك، إلى استخدام مصطلح بديل للإبادة الجماعية للأرمن – 1915 Olayları، “أحداث 1915”. في تركيا، واجه المثقفون والمؤلفون الذين كتبوا علانية عن الإبادة الجماعية للأرمن المضايقات والعنف والاعتقال وحتى قتلوا انتقاما.

حتى عام 2020، تم الاعتراف رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل 32 دولة وبرلمان. في حين أن دولا أخرى ربما لم تعترف رسميا بالإبادة الجماعية، في الوقت الحاضر تركيا وأذربيجان فقط تنفيان علانية حدوث الإبادة الجماعية. في الماضي، كلما اعترفت دولة رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن، هددت تركيا تلك الحكومات بعواقب اقتصادية ودبلوماسية. الهند لا تعترف رسمياً بالإبادة الجماعية للأرمن.

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …