بقلم كريستسن بوهلن 
كارس، تركيا – قد تكون الكاتدرائية الأرمنية السابقة – كنيسة الرسل المقدسة – أفضل من تتكلم عن تاريخ هذه المدينة، التي تبعد حوالي 30 ميلا عن الحدود مع أرمينيا.
بنيت الكاتدرائية الأرمنية في القرن 10 من قبل ملك أرمني، وتحولت إلى مسجد ثلاث مرات ومرة واحدة إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية .
تم إحياءها لفترة وجيزة ككنيسة أرمنية في عام 1919 قبل أن تصادرها الدولة التركية العلمانية الحديثة في عام 1921، وتحولها في النهاية إلى مستودع للبترول، ثم إلى متحف، ثم مرة أخرى إلى مسجد.
اليوم في أغلب الأوقات مغلقة و العديد من المسلمين يذهبون بدلا من ذلك إلى مزار مجاور أكبر حجما .
ووفقا للتقارير الإخبارية الأرمنية، فد يتم تحويلها إلى مركز ثقافي أو حتى كنيسة، ولكن من غير الواضح من سيزورها ،فنظريا لا يوجد مسيحيين أرمن تقريبا في كارس.
المدينة نفسها شهدت دورات أكثر عنفا من كاتدرائيتها. فالعثمانيون والروس كانوا هنا و أيضا البيزنطيين والأتراك السلاجقة والجورجيين والفرس والمغول. وتمت عمليات جلب وطرد وذبح لسكانها . صحيح الإبادة الجماعية الأرمنية في عام 1915 هي الأكثر فظاعة في المنطقة، كما هرب المسلمون من الأراضي التي تحتلها روسيا في أواخر القرن التاسع عشر، وهرب المسيحيون فيما بعد من الأتراك العائدين.
ومع ذلك، هناك اقتراحات بأنه لابد للتاريخ أن يحصل على استحقاقه. فالعلامات على أنقاض مدينة أني القديمة، وهي على الحدود مباشرة، تثبت أن الموقع الشاسع كان عاصمة مملكة أرمنية في القرنين العاشر والحادي عشر بعدد سكان يبلغ 100000 نسمة.
وعلى الرغم من أن تركيا لا تزال تنكر الإبادة الجماعية للأرمن وتهدد بمعاقبة البلدان – آخرها ألمانيا – التي تعترف بها إلا أن المواقف تجاه السكان المتعدد الأعراق والتاريخ المتعدد الطبقات قد خفت منذ السنوات الأولى من حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي بدأها رئيسا للوزراء و دام 13 عاما، .
وأصبحت القضية الأرمينية، والتي كانت محرمة ، موضوعا للندوات الأكاديمية والمناقشة المفتوحة.
وقال هيو بوب، الخبير في تركيا في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل: “بعد فترة من الجهل العظيم، يعرف الناس الآن المزيد، وبمجرد معرفتهم، لا يمكنك التراجع”.
أعيد فتح كنيسة أرمنية في عام 2010 على ضفاف بحيرة فان، ولكن تفتح مرة واحدة فقط في السنة.كما تم الانتهاء من ترميم كنيس يهودي في إردين في العام الماضي، على الرغم من أن الطائفة اليهودية المحلية غادرت منذ فترة طويلة. وقد تم تدريس العديد من لغات الأقليات – بما في ذلك اللغة الكردية – في المدارس منذ عام 2013.
ومع ذلك، حتى هذه المبادرات الضئيلة قوبلت باحتجاجات من أجزاء من المجتمع التركي. في عام 2010، ذهب زعيم وطني تركي إلى أني للصلاة في مسجد مدمر احتجاجا على إعادة فتح الكنيسة الأرمنية على بحيرة فان.
ومنذ عام 2013، شدد السيد أردوغان حكمه الاستبدادي، وشن حملة ضد المسلحين الأكراد وهجوم استباقي ضد وسائل الإعلام المستقلة في تركيا، وتناقصت تصريحاته للأقليات الأخرى، بحسب هاميت بوزارسلان، المختص بشؤوون تركيا في مدرسة الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية في باريس.كما اشار إلى إلغاء لندوة حول الإبادة الأرمنية في جامعة تركية العام الماضي.
في محاولة واضحة للخروج من العزلة الدبلوماسية الأخيرة في تركيا، اتخذ السيد أردوغان مبادرة مفاجئة الشهر الماضي لتحسين العلاقات مع إسرائيل وروسيا.
غير أن فتح الحدود التركية الأرمينية، الذي اغلق منذ عام 1993 بسبب الصراع في ناغورني كاراباخ القريبة، لا يعتبر محتملا في أي وقت قريب.
وقال باركى “ان اردوغان يجب أن يكون حذرا فيما يفعله”. وأضاف “لا يزال هناك الكثير من العداء بين هذه المجموعات”.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.