الإتحاد الاماراتية: التاريخ ليس «فرماناً»..!

في مقالة حول العقيدة التي تحكم تركيا حاليا نشر موقع الإتحاد الاماراتية مقالاً للكاتب حمد الكعبي يصف فيه تصرفات إردوغان كمن “يستعير صورة السلطان السفاح سليم الأول، الذي دخل دمشق بعد معركة مرج دابق، العام 1516، ثمّ مصر، وأعاد إلى الأذهان توحش التتار وهمجيتهم.
أما شأننا، نحن أحفاد العرب الذين عاشوا تحت الاحتلال العثماني من شمال أفريقيا، إلى مصر والشام، وجزيرة العرب، فهو أن نعيد قراءة التاريخ، منزوعاً من أية قدسية أو شعارات أو أوهام، لأجل استعادته من التزييف والدجل، وإعادة طرح الأسئلة الكبرى، بعيداً عن «فرمانات» السلاطين”  مضيفا ” لا سيما أن الصفحات لم يطوها النسيان، وعاشها غيرنا، ممن عانوا من الاضطهاد العثماني والتتريك، من الأرمن، إلى القبارصة، ومسيحيي الشام، والدروز والأيزيديين، وغيرهم.”

وهو يصف معركة مرج دابق بـ”بالنهم الإمبراطوري للهيمنة والسيطرة على الموارد العربية” وأن”مصر والشام حاضرتين بارزتين لإشعاع وتنوير الحضارة العربية والإسلامية، التي سعى المحتل طوال قرون سيطرته إلى طمسها، ومحو أثرها في الحضارة الإنسانية.”

 وإن ما كان قد سمي بالفتح المبين من قبل العثمانيين لم يكن إلا إحتلالاً بكل الدلالات وأن إنكاره “لا يشبه إلا إنكار «الهولوكوست» التركي ضد نحوٍ مليون ونصف المليون من الأرمن أثناء الحرب العالمية الأولى، ثمّ ذبح الآشوريين والكلدانيين والسريان، في سلسلة مذابح أهلكت أكثر من 600 ألف إنسان، أو إنكار جرائم العثمانيين في القاهرة، العام 1517، عندما ذبحوا في يوم واحد قرابة عشرة آلاف شخص، واقتحموا الأزهر الشريف، وخربوا آثار مصر، وسرقوا كنوزها الحضارية.”

ويستمر الكاتب بأن ذلك تاريخ ما كان لأحد أن يستذكره ويتطرق إليه لولا أن هناك من يريد إعادة إحياءه “ذلك كان من التاريخ، ولم يكن لأحد أن يفتح كتابه، لولا أن واحداً من بني عثمان، يحلم باستئنافه على نحو أو آخر، وتقع الآن على المؤسسات الثقافية والبحثية، ومراكز الإنتاج الإعلامي والدرامي مسؤولية التصدي لتزوير التاريخ، ورده إلى الحقائق الموثقة في مكتبات العالم.”

كما يثني الكاتب على العمل الدرامي «ممالك النار» بأنه “يمثل أبرز محاولة عربية جادة وحصيفة في هذا الصدد، لا سيما أن المادة البحثية على سوية عاليةٍ من الدقة والنزاهة، وتهيأت لها كل الأدوات الإنتاجية والإمكانات الفنية، وكل ذلك لنستعيد حقنا، ولو في رواية منصفة، ولندع الآخرين يستمتعون بما هم فيه من هوان، و«سُخرة»!.”