أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / “القاتل يتجمل”.. تغريدة إردوغان بالأرمنية لن تمحو عار المذبحة.

“القاتل يتجمل”.. تغريدة إردوغان بالأرمنية لن تمحو عار المذبحة.

كقاتل ينكر جريمته، راح رجب إردوغان يزرف دموع التماسيح على ضحيته، فى مشهد يثير الشفقة والسخرية، من كوميديا الديكتاتور الذى يرفض الاعتراف بقتل العثمانيين لقرابة 1.5 مليون أرمنى، وأرسل تعازيه الحارة في وفاة بطريرك الأرمن.
الرئيس التركي قال فى تغريدة له “أحزنني كثيرا وفاة ميسروب موتافيان، بطريرك الأرمن في تركيا، أقدم التعازي لعائلته وأقاربه ومواطنينا الأرمن”، الأمر الذى أثار جدلا واسعا، لأنه كتبها بلغة دولة أرمينيا الصغيرة، الواقعة شرق تركيا، والتي تشهد علاقتها بأنقرة توترا منذ الحرب العالمية الأولى.

الجدل حول ما كتبه حاكم أنقرة، سببه عدم إعتراف أنقرة بعملية الإبادة العرقية التى تعرض لها الأرمن، إبان غروب الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
إردوغان استهدف برسالته نحو 60 ألف مواطن أرمني يعيشون في تركيا حاليًا، فى محاولة لغسل الأيادي العثمانلية من دماء الأرمن، وتكرار اتهامه للغرب بتنظيم دعاية مغرضة ضد بلاده، كما أن تأتى فى إطار المغازلة الفجة للأقلية الأرمينية، للحصول على أصواتها، في الانتخابات البلدية، المقررة نهاية الشهر الجاري.

في مطلع فبراير الجاري، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، 24 أبريل يومًا لإحياء ذكرى إبادة الأرمن سنويًا، فيما لاقى الإعلان احتجاجات كبيرة من قبل الساسة الأتراك وفي مقدمتهم إردوغان، وشن الإعلام التركى هجوما كبيرا على باريس بسبب إحيائها لذكرى المذبحة.

تساؤلات
تغريدة إردوغان نُشرت بعد وفاة البطريرك الأرمني، الجمعة الماضي، إثر معاناته من مرض التدهور العقلي (الخرف) منذ أكثر من عقد.
مجلة نيوزويك الأمريكية، قالت في تقرير لها، إن وفاة موتافيان ستمهد الطريق لانتخاب خليفة له، وهو ما كان يطلبه سكان الأرمن في تركيا منذ أعوام.
تعد رسالة إردوغان هى الأولى باللغة الأرمنية، التى يصدرها رئيس تركي، عبر منصة دولية، مثل موقع تويتر.
التعزية الانتخابية، تزامنت مع المبادرة التي أصدرها رئيس الوزراء الأرمني الجديد، نيكول باشينيان، والذي اقترح إمكانية تأسيس علاقات دبلوماسية بين البلديْن، وفتح باب التكهنات حول إمكانية تحسن العلاقة المتوترة بين الطرفين.

ليست للمصالحة
أرتيوم تونويان، باحث مساعد في جامعة مينيسوتا، قال لـ نيوزويك “لن تنسى ذاكرتي المرة الأولى التي يعرب فيها رئيس دولة تركي عن تعازيه باللغة الأرمنية بشكل واضح وعلني، لست متأكدا ما إذا فعل شيئا مماثلا بلغات الأقليات الأخرى أم لا، لكني سوف أتفاجأ إذا كان قد فعل ذلك، لذا فهذا التحرك يعد مثيرا للاهتمام بالفعل”.
لكن بعض الخبراء تحدثوا للمجلة الأمريكية، واعتبروا الرسالة لا تمثل خطوة نحو المصالحة، وأنها جزء من لعبة نفوذ سياسي، هدفها التأثير على الفصائل الداخلية في البلاد، وليست مبادرة لتغيير العلاقة بين أنقرة ويريفان (عاصمة أرمينيا).

وقال فيكين شتيريان، مؤلف كتاب “جروح مفتوحة.. الأرمن والأتراك وقرن من الإبادة الجماعية” إن إردوغان يريد السيطرة المفرطة على الجميع، يحاول إرضاء الجالية الأرمنية في تركيا، ويحاول في الوقت نفسه السيطرة على المؤسسة الأرمنية الرئيسية في تركيا، وهي البطريركية الأرمنية.
وتابع شتيريان ذاكرا “في حين كان البطريرك ميسورب مريضا، لم يسمح بإجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للكنيسة، الأمر الذي أبقى على رأس الكنيسة شخصا مناسبا لأنقرة، وقد نُشرت هذه التغريدة في هذا السياق”.

بطريرك جديد
يتفق بيدروس دير ماتوسيان، مؤلف كتاب “الأحلام المحطمة للثورة من الحرية إلى العنف في أواخر الإمبراطورية العثمانلية”، مع الرأي القائل بأن هذه التغريدة تهدف إلى التأثير على عملية انتخاب بطريرك جديد، وأشار إلى أن الجالية الأرمنية في تركيا تنقسم بين هؤلاء الذين أيّدوا دور الحكومة التركية، في اختيار بطريرك جديد، وهؤلاء الذين رفضوا هذا الدور بكل وضوح.
وأضاف دير ماتوسيان “في 21 فبراير، أصدرت مجموعة مكونة من 72 كاتبا وصحافيا وفنانا أرمينيا بيانا، قالوا فيه إنهم يرغبون في تحقيق الانسجام الاجتماعي، وإن هذا الانسجام سيتحقق فقط عندما تُجرى انتخابات قانونية لبطريرك جديد بطريقة عادلة”.
وتابع: “يعد الأرمن أقلية هامة في تركيا، لذا يتعين عليهم التعامل مع الإبادة الجماعية، ومع الرفض التركي لهم، ومع انتقاد الحكومة، ومع سياسة الإنكار المستمرة التي تتبعها حزب العدالة والتنمية ضد الأرمن.. إذن فهذه هي السياسة، يريد إردوغان أن يظهر كقائد متسامح يهتم برعاياه”.

تحسين صورته
إردوغان قال مرارا، إن تركيا لا يمكن أن توافق على تسمية ما حدث مع الأرمن في السابق إبادة جماعية، لكنه في الوقت نفسه قدّم تعازيه الحارة حول أحداث الحرب العالمية الأولى.
ذكر رجب في بيان أصدره العام الماضي، أن مسؤولية تركيا الأخلاقية والواعية تقتضى مشاركة مواطنينا الأرمن في هذا الألم التاريخي.
رأى البعض أن إردوغان يحتاج إلى السكان الأرمن في تركيا، لكي يعزز صورته أمام الاتحاد الأوروبي، الساعي للحصول على عضويته.

وقال فاروزهان جغميان، الباحث المتخصص في الشأن التركي”قد تعد أصوات أكثر الطوائف المسيحية نفوذا في البلاد، وسيلة لتحسين الصورة السياسية للنظام الحاكم، على المستويين المحلي والدولي.
وأضاف، هناك أهمية رمزية أخرى تكمن في ميول إردوغان لمقارنة نفسه بالسلاطين العثمانيين الآخرين، ممن كانوا حكاما ليس للمسلمين فحسب، بل للمسيحيين، وغيرهم من الرعايا.
وتابع جغميان: “كانت التغريدة الأرمنية فكرة مبتكرة، ولكن الهدف من ورائها ليس جديدا أو فريدا من نوعه.،تتطلب تقاليد الدولة التركية من الحاكم أن يقدم تعازيه أو أمنياته لزعماء الطوائف الدينية، فقد حدث هذا الأمر عدة مرات، بدءا من عام 1461، عندما أسس السلطان محمد الثاني بطريركية القسطنطينية للأرمن. ويضيف، يقوم إردوغان بالحفاظ على التقاليد القديمة بشكل أساسي، لكنه يستخدم التقنيات الحديثة.

نوايا إردوغان
دير ماتوسيان قال “كان يجب أن تُكتب كلمة الأرمن بأحرف كبيرة، فهذا الأمر ضروري، لأنه عندما تشير إلى أمة معينة، من غير الصحيح أن تكتب اسم الأمة بأحرف صغيرة، هذا يعني أن هناك بعض القصور في التغريدة”، مضيفا أن كلمة “العائلة” المتضمنة في رسالته القصيرة، كان ينقصها إحدى الأحرف.
يُذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وأرمينيا مقطوعة، ولا تزال الحدود بين البلدين مغلقة، وهناك عدد من الجنود الروس على الخط الذي يفصل بين تركيا وأرمينيا.
تسعى أرمينيا للحصول على اعتراف تركى بمحاولة إبادة الشعب الأرمني، في الحرب العالمية الأولى، وهو الخلاف الذي ساهم فى تقويض علاقة البلدين، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، وكل من يعترفون بحدوث إبادة جماعية للأرمن.
من جانبها، تؤكد تركيا أن جرائم قتل الأرمن، وقعت خلال المناوشات والانتفاضات، وتدّعي أن الهدف لم يكن إبادة جميع الأرمن، وأن الهدف كان إفشال خطط الاستيلاء على بعض أراضي تركيا.

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …