أقامت كاتدرائية الأرمن الأرثوذكسية بالقاهرة، احتفالية ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، بحضور مطران الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة والمطران كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، وبحضور سفير أرمينا وعدد من مسؤولي السفارة الأرمينية بالقاهرة.
تبدأ القضية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث ادعت الدولة العثمانية أن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس القاطنين قرب الحدود الروسية العثمانية، فبدأت بتحريضهم وإمدادهم بالمال والسلاح والقيام بتدريبهم في أراضيها وتشكيل الجمعيات المسلحة.
قدمت بريطانيا دعماً قوياً لتلك المنظمات كذلك لأنها كانت تريد تفتيت الدولة العثمانية، حتى أن الزعيم المصري مصطفى كامل يقول في كتابه المسألة الشرقية: “فالذين ماتوا من الأرمن في الحوادث الأرمنية إنما ماتوا فريسة الدسائس الإنكليزية”.
وكان قبول الدولة العثمانية إقامة دولة أرمنية في مركزها في الولايات الستة في شرقي الأناضول وفي مناطق يشكل المسلمون فيها الأكثرية بمثابة عملية انتحارية للدولة العثمانية. إذ كان عدد الأرمن – حسب الإحصائيات العثمانية والأجنبية كذلك – يتراوح بين مليون ومائتي ألف إلى مليون ونصف مليون في جميع أراضي الدولة العثمانية.
لذا لم يعبأ السلطان بالضغوطات الخارجية ولا بتهديد الانجليز وقيامها بإرسال أسطولها إلى جنق قلعة وحاولت تلك المنظمات المسلحة اغتيال السلطان عام 1905 بتفجير عربة عند خروجه من المسجد ولكن السلطان نجا، وألقي القبض على الجاني.
وخلال هذه الحملة نُظمت قوافل للمُرحَّلين، وأمر العثمانيون جميع الأسر الأرمينية بالانضمام إليها وترك أراضيهم، وشجعوا مواطنيهم الأتراك والأكراد على مهاجمة المسيرة وسرقة ممتلكات الأرمن، وأُحرق العديد منهم أحياء أو أُعدموا أو قُتلوا أو ماتوا بسبب الأمراض أو العطش أو الجوع، وتعرضت آلاف النساء للاعتداء الجنسي والخطف والعبودية.
ويقدّر المؤرخون أن 75% من الأرمن الذين أُجبروا على الطرد، بعد صدور قانون التهجير، قُتلوا أو أُعدموا قبل وصولهم إلى بادية الشام، فيما اعتنق عشرات الآلاف من الأرمن الإسلام خلال الحرب للهرب من الموت، وظلت هوياتهم دفينة، كما أجبرت السلطات العثمانية القرويين الأرمن على العمل حمّالين فى الجيش العثمانى، ثم أعدمتهم، بعد إنهاكهم، واستمر القتل الجماعي حتى 1922 حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير.
القضية قضية الشعب الأرمني
محمد فهمي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.