علييف يهدد. يريفان وزانكيزور من أراضينا التاريخية.

لا يزال الرئيس الآذري الهام علييف يعيش نفسيته العدوانية التوسعية التي أصبحت أشبه بورم سرطاني يبحث عن الخلايا السليمة ليحتلها في جسم الإنسان ويكبر على حسابها. فتارة يخرج بإعلان يبين فيه أنه يعيش على أحلام إعادة أراضي جمهورية ناكورني كاراباخ أرتساخ الأرمنية إلى حكمه،  وتارة يثير سخرية الجهات العلمية التي تعنى بالأمور التاريخية بل حتى يثير سخرية الرأي العام بإعلانات استفزازية يدعي من خلالها أنّ العاصمة يريفان كانت لأذربيجان متناسياً  أنّ أذربيجان لم يبلغ عمرها قرناً واحداً حتى اللحظة.

 الأكثر أثارة للاستغراب والتساؤل أنّه كيف سيخوض أي نوع من الحروب بجيشٍ اثبت جبنه وعدم ثقته بجدوى الحرب  عام ٢٠١٦ كما كان يثبت ذلك كل مرة، فلم يمضِ عامان فقط على حرب الأيام الأربعة في نيسان ٢٠١٦ حين وجد علييف نفسه مضطراً لإشراك ما يسمى “بفرق العقاب” في الجيش الآذري والتي يُعهد إليها وظيفة الوقوف خلف الجنود الآذريين وقتل كل من تبدو عليه أنّه يحاول الهروب من ارض المعركة، فكانت فضيحة من العيار الثقيل هزت الأوساط الآذرية وخاصة أنّ  الآذريون الذين يرفضون الحرب بعد أن رأوا بأعينهم كيف أنّ جنودهم يهربون من جبهات القتال  أمام ضربات جيش الدفاع الآرتساخي.

فقد اعلن الرئيس الأذربيجاني الهام علييف خلال كلمة ألقاها في مؤتمر حزب “ييني اذربيجان”، أنّ يريفان وزانكيزور هم من “الأراضي الأذربيجانية التاريخية”، وخص الشباب الأذربيجاني بالقول أنّه “محال أن ننسى أراضينا التاريخية”. ويأتي كلام علييف في وقت يتواجد فيه الرؤساء المشتركون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ايكور بوبوف(روسيا) ستيفان فيسجوندي(فرنسا) واينتريو شوفير(الولايات المتحدة الأميركية) والممثل الشخصي للرئيس المشترك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا انجيي كاسبرشيك في أذربيجان،  الذين كانوا سيتوجهون إلى يريفان في ٨ شباط بعد لقائهم علييف. وأضاف علييف: “ينبغي أن يصبح ذلك اتجاه نشاطنا في المستقبل، ونحن نعمل الآن في هذا الاتجاه. أراضينا التاريخية هي خانات يريفان و زانكيزور-كيوجا”. وقال علييف أنّه يجب أن يتم إبداء نشاط اكبر بهذا المجال في المستقبل ويجب إقامة المعارض في جميع أنحاء العالم. وأضاف: “ولأنّ يريفان وزانكيزور أراضينا التاريخية على  الآذريين الرجوع إلى تلك الأراضي. هذه هي غايتنا السياسية والاستراتيجية ويتوجب علينا أن نقترب منها خطوة خطوة“.

 في وقت سابق كان وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبانديان قد علق حول تصريح علييف الذي زعم فيه أنّه تمّ “إهداء” يريفان إلى الأرمن عام ١٩١٨ وقال الوزير نالبانديان: لم يكن من الخطأ إتاحة الفرصة للرئيس الاذربيجاني الهام علييف للحضور إلى فعاليات الاحتفال بالذكرى ٢٨٠٠ للعاصمة يريفان. وهذه ليست المرة المرة الأولى التي يقومون فيها بتصريحات كهذه من باكو، وتندرج هذه الإعلانات في سلسلة الإعلانات التي تعلن أنّ اراضي ناكورني كاراباخ/أرتساخ الأرمنية أراضٍ آذريه.

 يكرر من يعرفون انفسهم بالمؤرخين الأذربيجانيين ورجال الدولة ومهرجو البروباغاندا الآذرية ومروجوها مقولة أنه خلال انفصال الاتحاد القوقازي واستقلال أرمينيا وجورجيا وأذربيجان تمّ منح يريفان لأرمينيا كهدية ومنهم من يقول أنه تم رهن يريفان لأرمينيا لمئة عام.