القوات التركية تستولي على وعاء أرمني يعود لـ1500 عام خلال عمليات عسكرية ضد مقرات حزب العمال الكردستاني في أرمينيا الغربية المحتلة.

و قد أخدت القوات التركية الوعاء إلى متحف محلي حيث تم التأكيد على أنه يعود ل1500 عام على الأقل و طوله 145 سم, و طوله 95 سم حيث يعتبر اكبر قطعة أثرية مفردة عثر عليها في المنطقة.

من الجدير بالذكر أن هذه الأوعية الكبيرة شائعة الاستخدام في المنازل الأرمنية التقليدية و كانت توضع بشكل خاص في الطوابق السفلية و تسمى “كاراس” و هي جزء من الثقافة الأرمنية منذ زمن سحيق.

و كالعادة الغموض هو سيد الموقف في الإعلام التركي عند نقل أي خبر يتعلق باكتشاف القطع الأثرية هذه و التي تنتمي لسكان المنطقة الأصليين الأرمن و الذين تسيطر تركيا على أراضيهم اليوم. و تغفل وسائل الإعلام التركية عن عمد ذكر حقيقة أن قبل 1500 عاماً محافظة تونجلي كانت جزءاً من أرمينيا الغربية و سكانها من الأرمن و تم ضمها آنذاك إلى الإمبراطورية البيزنطية في القرن الخامس ميلادي. بدلاً من ذكر هذه الحقيقة, ذهبت صحيفة “ديلي صباح” التركية إلى ذكر أن : “مقاطعة تونجلي كانت موطن العديد من الحضارات و منها أورارتو و الرومان و البيزنطيين و الساسانيين و السلاجقة”.

الأرمن, اصحاب حضارة فان “اورارتو” غير مذكورين على الإطلاق و بدلاً من ذلك ذكر السلاجقة الذين توغلوا إلى أرمينيا الغربية فقط قبل 500 عاما

بالإضافة إلى الحرب الإعلامية بين الأتراك و الأكراد, قام الأكراد بنشر الخبر على وسائل اعلامهم على أن الأتراك استولوا على قطعة أثرية كردية من عفرين. إلى أن وسائل الإعلام التركية نفت الخبر و أكدت أن القطعة استولت عليها القوات التركية في محافظة تونجلي في شرق تركيا.

و هكذا هو حال كل الآثار الأرمنية التي يتم اكتشافها كل فترة في أرمينيا الغربية المحتلة فغالباً ما يتم تجاهل ذكر اصلها الأرمني. لسوء الحظ, الكثير من التراث الثقافي الأرمني قد تم الاستيلاء عليه و ادخاله مرحلة الغموض عن عمد و بالتالي خسارته. و بعد الإبادة الجماعية الأرمنية و تهجير الأرمن بالقوة من أراضيهم التاريخية بداية القرن العشرين تم الاستيلاء على تارثهم الثقافي و الحضاري و تقاسمه المنتصرين و المنفذين لهذه الإبادة الذين لم يستولوا على الأراضي الأرمنية فحسب.. بل على إرثهم الثقافي الغني الضارب بالتاريخ.