القضية قضية الشعب الأرمني
ديار بكر هي أكبر وأهم مدينة بالمعنى التاريخي والثقافي في المنطقة. وهي العاصمة الشهيرة للملك ديكران الكبير. والعامل الأهم في قوة وعظمة هذه المدينة كان الأرمن من الناحية الاجتماعية و الثقافية أو الاقتصادية، كانت هذه المدينة دائما على جدول الأعمال. تيغراناكيرت (على الرغم من أن تيغراناكيرت تسمى الآن سيلفان، ولكن المؤلف يحبذ اسم ديار بكر). وقعت مرة تحت سيطرة البيزنطيين وتارة الأتراك وحينا العرب وعاشت العديد من الشعوب القديمة في هذه المدينة القديمة. هناك آثار تاريخية في ديار بكر، مثل أكبر سور في العالم (في الصين جدار و ليس سور) وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط، كنيسة القديس كيراكوس الأرمنية.
على مر التاريخ، كانت المدينة مليئة بمئات المتاجر و المهن المتواجدة حتى اليوم. في فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، كانت واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية، وقد تم زراعة أكبر أنواع البطيخ في العالم في هذه المدينة، 90-100 كجم. وكانت الاختصاصات المهنية في هذه المدينة القديمة تتمثل بالأرمن الوافدين من المدن المختلفة. ففي ديكراناكيرت، كما هو الحال في أماكن عديدة كان الخبازون من صاصون. واستخدم التنور في لصنع خبز الـ “لافاش” في المقاطعات، أما في مراكز المدن – أفرانا لخبز الـ “بيدي” (نوع من الخبز). وكان عدد السكان كبيرا، فالمدينة كبيرة. لذا كان يتم الحصول على الخبز عبر توفيرها من الأفران. في عام 1869، تواجد في مركز مدينة ديغراناكيرت، 25 مخبزا. أما القرى الكبيرة والمناطق المحيطة، فقد تواجدت بيوت التنور المشتركة للاستخدام العام حيث تخبز الـ لافاش من قبل الأرمن فقط. في مركز مدينة تيغراناكيرت كان يصنع خبز “بيدي”، في حين مدن مثل فان وموش، كان يخبز الـ لافاش.
في الآونة الأخيرة، ولأول مرة في تاريخ جمهورية تركيا، تم افتتاح مخبز لخبز لافاش في ديار بكر من قبل شخص من صاصون. أخبرنا الصاصوني الأرمني إرهان يمان الذي افتتح المخبز أنه عاش في موش لسنوات عديدة حيث كان هناك العديد من أفران لخبز الـ لافاش، ولكن لأنه لم يكن موجودا في ديغراناكيرت، فمن الضروري فتح مثل هذا المخبز هنا. من أجل فتح هذا الفرن، ذهب إلى أرمينيا وسأل عن كيفية العثور على المعدات اللازمة، التي تم جلب على البعض منها من قبل المعلمين القادمين إلى ديار بكر من أرمينيا. عندما أصبح المخبز جاهزا، مرة أخرى أتى ثلاثة من الخبازين من أرمينيا إلى هنا ليقوموا بتعليمه كيفية خبز الـ لافاش.
من هؤلاء المعلمين أراكس مارتيروسيان ، أرتور آغيكيان وزوجته السيدة هاسميك، أخبرونا بأنهم سعداء بأن تكون هذا العمل في الوطن الأم ويفتخرون بمساهمتهم في فتح فرن لافاش للمرة الأولى في تيغراناكيرت. وقالت السيدة هاسميك إنه لشرف عظيم بالنسبة لهم نشر اللافاش الأرمني مرة أخرى في ديار بكر. وقالت أيضا إنهم تركوا أطفالهم الخمسة في يريفان.
في 20 يناير2018 تم افتتاح مخبز “ارارات تونير لافاش” رسميا بمشاركة الأرمن الذين يعيشون في تيغراناكيرت ومعظمهم من ارمن صاصون. وخلال حفل الافتتاح، رحب السيد إرهان يمان بضيوفه بتقديم اللافاش والكبة النية. وأكد المشاركون في حفل الافتتاح أنهم أحبوا خبز اللافاش المخبوز حديثا، وشرائه ونقلها إلى منازلهم. ولعل هذا دليل على وجودنا هنا. بقاء اسم أرارات في تيغراناكيرت هو نعمة بالنسبة لنا وللأرمن الذين يعيشون هنا.
على الأمل في زيادة هذه الحالات …
كارود صاصونيان
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.