القضية – شهد الحراك السياسي حول آرتساخ نشاطا جديدا في الأشهر الماضية نتيجة لمحاولات اذربيجان لتغيير الواقع القائم بغية تحقيق مكاسب سياسية وميدانية تحت تهديد خرق الهدنة القائمة منذ عام 1993 وإطلاق سباق تسلح في المنطقة تؤدي إلى ضغط اقتصادي على أرمينيا المحاصرة أصلا من قبل تركيا.
اذربيجان في محاولتها هذا استندت إلى الواقع السياسي المتغير بشدة وسرعة في المنطقة, وعلى تناقضات العمل السياسي ضمن فرقاء الحلف الواحد وتوجهاتهم نحو الاستفادة من المتغيرات وكانت تركيا الداعم الأكبر لسياسات اذربيجان في هذا الخصوص واضعة رهانها على التقارب الروسي التركي و على إغراء الروس لبيع كميات من الأسلحة لأذربيجان مقابل تعديل موقفها في الصراع الأرميني الأذربيجاني.
إلا أن الرياح لم تجري بما تشتهيه سفن اذربيجان وتركيا.
مواقف المعنيين من الدول كروسيا والولايات المتحدة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والناتو وجهات أخرى أعلنت انها متمسكة باتفاقية فيينا 2016 الموقعة عقب حرب الأيام الأربعة والتي تتضمن ضرورة تحقيق التفاهمات حول آليات إجراء التحقيقات وتوسيع صلاحيات المراقبين على خط الجبهة. انضمت تركيا إلى هذه المواقف الدولية على الرغم من أنها كانت الأكثر تشددا في موضوع مناصرتها لمصالح أذربيجان.
في ظل هذه التطورات وصل الرئيس الأرميني إلى آرتساخ ليشاهد المناورات العسكرية التي يقوم بها جيش آرتساخ التي تضمنت إيقاف اي اختراق للجيش الأذربيجاني والانتقال إلى الهجوم المضاد ثم الهجوم الشامل.
المناورات تميزت بأنها استخدمت سلاحا جديدا من إنتاج أرميني, أرادت القيادات العسكرية الأرمينية إظهارها وعرض كيفية استخدامها.
استخدام السلاح الجديد الخاص يعطي الصراع بعدا جديدا مكملا يؤدي إلى إنهاء كل هذه المناورات السياسية من قبل اذربيجان, فالسلاح الأرميني الجديد لا سيطرة عليه إلا من أرمينيا وبالتالي يزيد من استقلالية الجيش الأرميني وقدرته على المباغتة.
إن نوايا اذربيجان والمجريات الأخيرة تتطلب من ارمينيا أن ترفع من قدراتها العسكرية و جهوزيتها القتالية .
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.