أخبار عاجلة
الرئيسية / القفقاس / أذربيجان / الحلم السلطاني لأردوغان وشبح الحرب الكبرى.

الحلم السلطاني لأردوغان وشبح الحرب الكبرى.

يسعى الرئيس التركي إلى استعادة وتملك تراث السلطنة. فقد أطلق على نفسه لقب زعيم الإسلام مهددا الغرب والعالم العربي. إنه يتصرف بتهور، لأن لا أحد يحاول أن يضع حدا أمام طموحه الإمبراطوري.

بقلم مارك هاروتيونيان

   تذكير: كما فعل السلطان محمد فاتح  بجيشه في القرن الخامس عشر، قام أردوغان إخلاصا لإرثه بتحويل آيا صوفيا في القسطنطينية إلى مسجد بإصدار مرسوم، ووعظ الشيخ ملوحا بسيف الفاتح العثماني.

العالم استمع وراقب وصمت. هل هذا تشجيع؟ أم عجز؟ أم تواطؤ؟

يسمح أردوغان لنفسه بكل شيء، فلا أحد يقف في وجهه.المتابع للأحداث يتساءل ما إذا كان بإمكان أردوغان مواصلة التحريض حتى المواجهة. حسب خطابه فهو مستعد للمواجهة. حيث يقول “عندما يتعلق الأمر بالقتال، لا نتردد في أن يكون لدينا شهداء”.

جيران تركيا، أوروبا والغرب والعالم العربي، على دراية بهذا التحدي. من الواضح بأنها غزو. يجب مشاهدة الخريطة. الجيش التركي موجود في سوريا والعراق وليبيا. إنها موجودة في تلك البلدان كقوة إمبريالية محتلة.

أصبح الاتحاد الأوروبي عاجزا ولم يستطع منع الجيش التركي من غزو واحتلال 38٪ من أراضي  قبرص. كان ذلك في 20 تموز عام 1974، أي قبل نصف قرن تقريبا، وبمرور الوقت أصبحت هذه إعتيادية، ولم تعد جدول أعمال للدول الأعضاء السبعة والعشرين. كما أنه ليس مدرجا على جدول أعمال الأمم المتحدة التي تعد كل من قبرص وتركيا عضوين فيها. كيف يحدث أن الأمم المتحدة لا تدافع عن أعضائها؟

ولأن لا أحد يحاسب تركيا، فإنها تسمح لنفسها تلقائيا بارتكاب اعتداءات توسعية جديدة، تماما كما فعلت جحافل الماضي، والتي لم تكن مسؤولة أمام أحد ولم يقم أحد بضبطها. فعل ذلك مكررا التاريخ خلال الحرب الأخيرة في أرتساخ ضد الأرمن وذلك بجلب المرتزقة المتعصبين من المعارضة السورية إلى أرتساخ.

بالرغم من أنه في الأيام القليلة الماضية قد وفرت محطات التلفزيون والصحف الفرنسية تغطية واسعة لأرتساخ وأرمينيا المهزومتين في المعركة الغير المتكافئة على جبال أرتساخ فإن أرتساخ صغيرة جدا بالنسبة للمجتمع الدولي والسياسي.

كما هاجمت تركيا العديد من الجبهات الأخرى. فهي تنتهك الحدود البحرية ليونان وقبرص، وتريد الاستيلاء على الجزر قبالة سواحل تركيا، وتتجاهل الاتفاقيات الدولية راسية بأسطولها بالقرب منهم، وتستخدم أتراك أوروبا وخاصة ألمانيا وفرنسا لاستغلال مصالحها الانتخابية وللضغط على البلدان الاوروبية. كل هذا ليس سرا، لكن لا أحد يعارضه.

ورأى المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وأرمينيا، أن تركيا ستحرص على عدم اللجوء للعدوان العسكري في القوقاز. لكن تركيا تجاوزت الحظر الضمني من خلال التعاون مع أذربيجان التي وصفتها بـ “دولتين، شعب واحد”. حيث دعم الجيش الأذربيجاني بالأسلحة والاستشاريين. ولم تستطع أرتساخ وأرمينيا المقاومة. النتيجة معروفة.

إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملزم بالإشادة بالتوقعات القومية والدينية التقليدية لجماهيره، من خلال الاستحواذ عليهم وتحريض المشاعر الدينية. فكانت أرمينيا هدفا سهلا بالنسبة لها.

أوروبا وأمريكا لن تعارضا من خلال ارتكاب خطأ سياسي لا يغتفر عندما أصبحت حدود قبرص واليونان بالفعل منطقة حرب. من سيفسر كيف تهدد تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، اليونان، العضو في نفس الميثاق؟ الحلف الأطلسي هو “حلف”. ماذا نفهم؟ كيف يمكن للاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي والولايات المتحدة ألا يعارضوا العدوان التركي؟

إن روسيا تثير الدهشة بكل بساطة. إن طموح تركيا القومي الطوراني يهدد في المقام الأول سلامة الأراضي الإمبراطورية الروسية، لأن الاتجاه واضح. لتوحيد الشعوب التركية الناطقة باللغة التركية. روسيا بالتأكيد تدرك التهديد، ولكنها تتسامح مع غزوات تركيا لإبعادها عن الغرب الذي يسعى لعزله.

كان من الصعب على أرمينيا أن تجد مكانها في لعبة الشطرنج هذه. كان من الضروري أن يكون لديك قوة داخلية وحلفاء على الجبهة الخارجية. كيف لجورجيا التي تقع في نفس المجموعة الثقافية ألا تكون حليفة لأرمينيا؟

يجب أن نضع في اعتبارنا دائما حلم أردوغان الكبير. مواصلة انتصار السلطان محمد فاتح في الاستيلاء على القسطنطينية عام 1453 واستكمالها بغزو أوروبا. للقيام بذلك، أصبح اليوم الإسلام سلاحا استراتيجيا ويريد أن يصبح زعيما وخليفة له. بعد أربعة قرون تقريبا من احتلال القسطنطينية عام 1914، كان أكثر من نصف سكان المدينة من المسيحيين. حدث التطهير العرقي وتم تتريك المدينة. دائما مع الصمت الآثم للغرب. غادر الناس وظل التراث اليوناني والأرمني الذي يعود إلى قرون. البطريركية اليونانية والأرمنية تراقب في محاولة لإنقاذ ما هو ممكن، ولكن أيضا إلى متى.

تريد السلطات التركية أن تنسى تاريخ ما قبل العهد العثماني. يتم الاستيلاء على الأوقاف المملوكة للكنيسة في تركيا وبيعها، بما في ذلك الكنائس.

يواصل رجب طيب أردوغان دون مراعاة للقانون والرأي العام سياسته القائمة على الفتوحات والغزوات.

عاجلاً أم آجلاً، سوف يعارض الطموح التركي روسيا، وسوف تعارض أوروبا والغرب بشكل عام الرغبة في استعادة الأراضي العثمانية السابقة في البحر الأبيض المتوسط.

دعونا نضيف التهديد الكردي الدائم.
ماذا يمكن أن تكون نتيجة الطموح وسياسة الفتوحات وإساءة استخدام التعصب القومي والديني؟
ولأن ترتيب القوى الحديثة وقوتها هي بحيث لا تبقى الحرب في منطقة جغرافية واحدة، فإنها حتما تصبح عالمية.
حرب كبرى. في جميع أنحاء العالم: وبطاقة جديدة.
إن أوروبا وأمريكا وروسيا والعالم العربي والصين والهند وإيران وكل شخص آخر يعرف الخطر. هل سيفسرون ذات يوم لماذا يتسامحون مع تعميق الفساد؟
هل سيفعلون ذلك قبل الكارثة أم في النهاية؟

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …