سكة حديد باكو – تيفليس- كارس طريق الحرير أم طريق الطورانية.

  فكرة بناء  سكة الحديد باكو – تيفليس – كارس تعود إلى اكبر دولة في العالم وهي الصين. فبكين التي تعتبر من الناحية الجغرافية  بعيدة عن  المنطقة، تحتاج إلى طرق عاجلة لتعزيز وجودها الاقتصادي. وبالطبع مثل هذه الفكرة الصينية كانت ستفتح شهية أنقرة وخاصة باكو، اللتين سرعان ما بدأتا في العمل وتطبيق هذه الفكرة. انطلاقا من حساباتها الخاصة، فقاما ببناء طريقا أطول، أخذين بالحسبان أن الطريق الأقصر الذي يمر عبر أرمينيا سيخلق عقبات.

 في 30 أكتوبر تم الافتتاح الرسمي للخط الحديدي باكو – تيفليس – كارس ، بحضور الرئيس الأذربيجاني المستضيف إلهام علييف، الذي أرسل دعوات خاصة للبلدان المتضامنة معها عمليا وعقائديا . فرحب بالدعوة رئيس تركيا رجب طيب اردوغان ورئيس وزراء جورجيا جورجي كفيريكاشفيلي ورئيس وزراء جمهورية أوزبكستان ابولا اريبوف ورئيس الوزراء الكازاخستاني باختان ساكينتيف.
حفل الافتتاح كان ضخما، وكانت أعلام الدول المشاركة ترفرف على أول قطار.

وبنبرة سلطانية توحي بالقيادة أدلى  أردوغان كلمة بما معناه “أن طريق حرير الجديد للقرن الواحد والعشرين هذا ضمانة للأمن  والسلام في المنطقة”.

ومن الواضح أن الهدف هو  نقل البضائع هي التي ستأخذ الحصة الكبرى  من  أعمال السكة الحديدية التي تبلغ طولها 826 كيلومترا (513 ميلا) وليست  السياحة والسفر حيث من المتوقع أن يصل عدد الركاب في النصف الأول من هذا العام إلى مليون راكب مقابل 6،5 مليون طن من السلع.

وبطبيعة الحال، فإن هذه السكة الحديدية لها رسالتها السياسية، ولا سيما بالنسبة لجمهورية أرمينيا، وهو الحصار الذي لا يزال قائما، لا سيما بوجود خط تيفليس – غيومري – كارس. ومع ذلك، فإن خط السكك الحديدية لن يمر ضمن أراضي أرمينيا، بل سيدخل المناطق الجورجية الآهلة بالسكان الأرمن وهي سامتسخي – جافاخك في جورجيا التي تأثرت مباشرة خلال السنوات الأخيرة بأعمال بناء السكك الحديدية. كما بدأ الجورجيون المحليون يشعرون بالقلق، خاصة وأن المهاجرين الأتراك دأبوا على الاستقرار في المنطقة.
وبالتالي علينا أن نسأل “طريق حرير، أم طريق طورانية؟” .

والسؤال الآخر ذات الصلة أيضا هي موسكو، والتي أصبحت قريبة من أنقرة مؤخرا ، موسكو أيضا أصبحت خارج هذه الحسابات الاقتصادية المدرة للدخل. فالطريق الذي تم إنشاؤه حديثا, يعزز فعلا عبور السلع والتجارة بين بلدان آسيا الوسطى، وكذلك بين الصين وأوروبا دون استخدام الحدود الروسية الواسعة.