مؤرخ ألماني ، “الحرب في ناغورنو كاراباخ هي صراع الحضارة ضد هتلر عصرنا”.

مقابلة أجرتها نفارت تشاليكيان, نشرتها صحيفة Panorama.am

يعتقد  مؤرخ الديانات مايكل هيسمان أن الحرب في ناغورنو كاراباخ / أرتساخ هي حرب تركيا بواسطة دميتها علييف ضد أرمينيا – التي تعد منارة الحضارة في خضم الهمجية. ويعتقد أن هدف تركيا هو إسكات الإبادة الجماعية للأرمن من خلال إسكات الأمة الأرمنية. د. هيسمان يدعو إلى وقف أردوغان ويدين مبيعات إسرائيل للأسلحة لأذربيجان ، قائلاً إن أرتساخ خط أحمر لا يجب تجاوزه.

• دكتور هيسمان ، كمؤرخ درست الإبادة الجماعية للأرمن ، هل يمكنك التعليق على الدعم العسكري السياسي الحالي لتركيا نيابة عن أذربيجان ضد جمهورية ناغورنو كاراباخ / أرتساخ وأرمينيا في ضوء أهداف تركيا طويلة المدى؟

تشعر تركيا بالتهديد من قبل أرمينيا لأن المزيد والمزيد من الدول تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن. كل شخص ينتمي إلى الطبقة الحاكمة في تركيا اليوم مدين بثرواته وممتلكاته للإبادة الجماعية للأرمن. نهب الآلاف من الأتراك الأرمن ومنازلهم بعد ذبحهم مباشرة أو إرسالهم في مسيرات الموت إلى الصحراء السورية. لذلك إذا كانت المحكمة الدولية ستعمل بالفعل على تحقيق العدالة وتطالب بتعويض من تركيا ، تمامًا مثل دعم ألمانيا لدولة إسرائيل بمليارات اليورو كتعويض عن مقتل 6 ملايين يهودي خلال المحرقة ، فإن تركيا باقتصادها الهش ستنهار. لهذا السبب تحاول تركيا كل شيء لإسكات الحديث عن الإبادة الجماعية للأرمن – والآن تحاول إسكات الأمة الأرمنية! هذه ليست حرب أذربيجان ضد ناغورنو كاراباخ / أرتساخ ، لكنها حرب تركيا بواسطة النظام الدمية ضد أرمينيا – ضع ذلك دائمًا في الاعتبار.

• ما هي التدابير التي يتخذها المجتمع الدولي (خاصة البلدان التي اعترفت بالإبادة الجماعية) التي يمكن أن تكون فعالة في وضع حد لعدوان أذربيجان ، إن وجد؟ قلت ذات مرة ، “لو أدين تركيا بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ، لكان الوضع في الشرق الأوسط مختلفًا”. ماذا عن الوضع الحالي؟

يجب أن تعتبر تركيا خارجة عن القانون تمامًا إلى أن تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن. لا يمكنك منع الإبادة الجماعية في المستقبل إلا إذا منعت أي كان من أن يفلت من العقاب. يجب اعتبار الإبادة الجماعية جريمة كبرى ضد الإنسانية لا تغتفر وتتطلب في أي حال عقابا مناسبًا. إن إنكار أي إبادة جماعية معترف بها ، وليس فقط الهولوكوست ، يجب أن يؤدي تلقائيًا إلى فرض عقوبات على الدولة المسؤولة. يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بأرتساخ ، التي كانت أرضًا أرمنية منذ 5000 عام أو أكثر ؛ وكذلك أرمينيا الغربية. كسرت تركيا محرمات العدالة الدولية وأعادت إدخال الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.

كانت الإبادة الجماعية للأرمن نموذجًا يحتذى به للهولوكوست وأي إبادة جماعية أخرى لاحقة. كما أن التطلعات العثمانية الجديدة تسببت في نشوب الحرب الإرهابية في سوريا والعراق والآن في ليبيا وأرتساخ. تركيا هي المعتدي الرئيسي في أي من تلك الحالات ، القوة وراء الحرب الأهلية القاتلة في سوريا ، وراء الإرهاب الإسلامي ، وراء حالة الفوضى في ليبيا. بادئ ذي بدء ، لا تستحق تركيا مكانًا في الناتو. يجب حظره حتى يتعلم أن الإرهاب لم يعد أسلوبًا من أساليب سياسة القرن الحادي والعشرين. إذا لم تكن تركيا مستعدة لأن تصبح أمة متحضرة ، فيجب على المجتمع الدولي تعزيز معاهدة سيفر وإعادة الأراضي المسروقة إلى اليونانيين والأرمن والأكراد والآراميون والآشوريون.

• لماذا يجب أن يهتم العالم بأرمينيا وبإيقاف أردوغان؟ إلى أي مدى ترى في هذا كفاح ضد الحضارة أو المسيحية؟ ما هي عواقب ذلك على أوروبا والعالم المتحضر؟

لأن أرمينيا منارة الحضارة وسط البربرية. الأرمن بطبيعتهم أمة مسالمة من الفنانين والمثقفين. لقد أعطت أرمينيا الكثير للعالم ولديها القدرة على تقديم المزيد. يحتاج الأرمن فقط للعيش بسلام. هذه هي طبيعتهم. إنهم بناة الحضارات وليسوا مدمرين. يتحمل العالم المتحضر مسؤولية حماية أمة مسالمة ومتحضرة من أي معتد. أردوغان هو هتلر عصرنا. أدخل الإرهاب الإسلامي في سوريا وليبيا ، ودعم الإرهاب الإسلامي في مصر. لماذا لا يوقفه احد؟ لماذا هناك استرضاء في كل مكان ، كما حدث في ميونيخ 1938؟ يجب أن تكون أرتساخ هي الخط الأحمر.

يجب على العالم أن ينهض ويقول لأخطر ديكتاتور في عصرنا ، السيد أردوغان ، أن يتوقف الآن وإلا سيتم إيقافه. يجب أن ينتهي العدوان التركي هنا والآن. لا خطوة أبعد.  وبعد ذلك علينا جميعًا أن نتوقع الحرب العالمية الثالثة. إذا كنت قد تعلمت أي شيء من التاريخ ، من الخطأ الكبير الذي ارتكبه أساتذة سياسة “الاسترضاء” في ميونيخ 1938 ، فهو كالتالي: لا تعطي أبدًا أي ديكتاتور انطباعًا بأن العالم سيتردد ويغمض عينيه ، لأن هذا دائمًا ما يُفهم على أنه إذن للذهاب خطوة إلى الأمام. يجب على المجتمع الدولي أن يوقف أردوغان الآن ، قبل فوات الأوان. إذا انتظرنا ، فسوف نأسف لذلك عاجلاً وليس آجلاً.