قال رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في مصر الدكتور أرمين مظلوميان إن تركيا تدعم أذربيجان بسبب عدائها التاريخي مع الأرمن، بالإضافة إلى طمعها في النفط والغاز الأذربيجاني.
ومنذ الأحد الماضي، أعلنت أذربيجان وأرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة بعد تصاعد وتيرة القتال بين الطرفين.
وقد وجهت الحكومة الأرمينية اتهامات لتركيا بنشر أربعة آلاف مرتزق سوري في أذربيجان، لكن السلطات الآذرية تنفي ذلك، إلا أن العديد من الوسائل الإعلامية نشرت لقاءات مع مرتزقة سوريين على خط الجبهة في قره باغ.
وأعلنت تركيا دعمها المباشر لأذربيجان ضد أرمينيا، وحول ذلك تحدث لوكالة أنباء هاوار رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في مصر أرمين مظلوميان قائلًا: “تركيا لديها علاقات ثقافية مع أذربيجان فضلًا عن مشروعات الطاقة المشتركة”، لافتًا إلى “أن أنقرة تساند اذربيجان علنًا من خلال تصريحات القادة والمسؤولين الأتراك بقولهم إن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكافة إمكانياتها”.
وأضاف “مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير قال صناعتنا الدفاعية، بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائمًا”.
ولفت رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية في مصر، إلى “أن تركيا قامت بمناورات عسكرية كبيرة مع أذربيجان في يوليو وأغسطس الماضي، ولا يخفي على أحد أطماع الأتراك في الحصول على الغاز الأذربيجاني عبر مد خط أنابيب غاز عبر الأناضول ومن ثم إلى أوروبا بأسعار بخسة، فضلًا عن رسوم المرور والسيطرة على الإمدادات مما يعزز الاقتصاد والموقع الاستراتيجي والنفوذ التركي بعد فشل نجاح خطته في شرق المتوسط بفضل الخطوات الحاسمة التي اتخذتها مصر مع اليونان وقبرص”.
وكشف مظلوميان “إنه على أرض الواقع تواصل قوات أرمينيا وأذربيجان تبادلهما لإطلاق النار بكثافة في ناغورنو كاراباخ، بعدما بدأت القوات الأذربيجانية بهجوم شامل على طول خط التماس ويواصل سلاح الطيران الأذربيجاني بمساعدة مباشرة من تركيا بطائرات إف ١٦ والطائرات المسيرة بقصف المناطق الآهلة بالسكان والمواقع الدفاعية لناجورنو كاراباخ بأسلحة متباينة الأنواع، تركية الصنع.
وأضاف “بهدف ترويع السكان الامنين في كاراباخ يتم قصف المجتمعات السكانية والمدنيون العُزل وعلى رأسهم الأطفال والنساء كما تضررت بشدة البُني التحتية، وفقا لمعلومات استخباراتية عديدة ومصادر سورية وليبية موثوقة تمت فتح مكاتب تسجيل المرتزقة ونقلهم لأذربيجان للقتال ضد أرمينيا”.
وأكد مظلوميان “هناك دعاية وأخبار كاذبة تقودها الآلة الإعلامية الضخمة لتركيا وأذربيجان”، موضحًا أن “المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان ليست على الأرض فقط، بل امتدت إلى المستوى الإعلامي والتصريحات التي ملأت الانترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي وكان أغلبها متناقضاً وأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة بهدف تضليل الرأي العام وإحداث بلبلة في صفوف المدنيين وخلق جو من عدم الثقة في قيادته”.
وحول أسباب الصراع قال مظلوميان “لابد من التأكيد على أن مشكلة “كاراباخ” ليست طائفية أو دينية، إنما هي تاريخ شعب اغتصبت حقوقه التاريخية قسريًا من قبل جوزيف ستالين في عام ١٩٢١ أيام حكم الاتحاد السوفيتي، حيث تم سلخ الإقليم وضمه مع تراثه وحضارته إلى جمهورية أذربيجان بدون وجه حق”.
وأضاف “ندين بشدة انتهاكات وقف إطلاق النار وشن هجوم شامل على طول خط التماس وقصف الاحياء السكنية الارمنية مما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف المدنيين السلميين”.
وحول الحل يرى مظلوميان “إن الحل الوحيد لتسوية النزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم “ناجورنو كاراباخ” هو الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات ضمن مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وذلك للوصول إلى تسوية شاملة وفقًا لمبادئ القانون الدولي بعدم استخدام القوة وحق تقرير المصير للشعب الارمني في ناجورنو كاراباخ وفقًا للقانون الدولي”.
وفي ختام حديث قال رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية: “للأسف لا يعلم الكثيرون عن أصل وتداعيات هذا الصراع، لذلك أدعو المتخصصين إلى إلقاء نظرة على أحداث وتاريخ الماضي اًولًا لفهم مصداقية أحداث اليوم لتجنب حملات التضليل وتشويه الحقائق التاريخية”.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.