في مشهد يعيد إلى الأذهان أيام السلطنة العثمانية، أيام الرقابة على الكُتّاب والأدباء والشعراء والمفكرين، حين كان السلاطين العثمانيون يعاقبون وبأشد أنواع العقاب كل من يخالفهم الرأي، فكانوا يسجنون وحتى يقتلون بأبشع الوسائل كل من له رأي يخالف رأي السلطان، ومن لم يسمع بالاختراع العثماني، الذي هو لربما الاختراع الوحيد الذي يملك العثمانيون المجرمون براءة اختراعه، والحديث هنا عن الخازوق، النتاج الفكري الوحيد للعثمانيين…
ولا عجب أنه في بداية الإبادة العرقية الأرمنية وتحديداً ليلة ٢٣ نيسان ١٩١٥، كان أول شهداء الإبادة هم الأدباء والمفكرين الأرمن، فهم كانوا أكثر من يرعبهم، فبدؤوا بقتلهم أولا وبعدها انصرفوا لقتل بقية الشعب الأرمني الأعزل…
فكيف يكمل اردوغان اليوم مسيرة أجداده قاطعي الرؤوس وحارقي الأناس أحياء ؟
تداعيات ما بعد الانقلاب لا تزال مستمرة… فاردوغان مازال يجد في محاولة الانقلاب التي جرت صيف عام ٢٠١٦ بقرة حلابة لا يجف حليبها، ويسوغ لنفسه أن يرمي الاتهامات جهارا ضد كل من يخالفه الرأي سواء من الموظفين العاديين في الدولة و وصولا حتى إلى أناس كانوا يستلمون أعلى المناصب العسكرية والمدنية في تركيا…
طلبة الجامعة لم يسلموا أيضاً من طغيان اردوغان، فهو يعتقد انهم منتمون لجماعات ارهابية و متعاونون معها.. فزج ٧٠ ألف منهم في السجون محرومين من ابسط حقوقهم الجامعية وطرد قسماً منهم من الجامعات و مازال ٣٠ ألف طالب آخر خارج السجن يواجهون مسائل قضائية منتظرين نصيبهم…
وحسب ما أوردت صحيفة جمهورييت التركية نقلا عن معطيات وزارة العدل التركية، أنه تم طرد قسم من المسجونين (الذين تمت إدانتهم) من الجامعة والبالغ عددهم الكلي ٧٠ ألف، والقسم الآخر يعتبر الى حد الآن طالباً جامعياً. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم محرومون من حيازة كتبهم التخصصية أو المشاركة بامتحاناتهم.<br> <br> والجدير بالذكر أنّ القسم الأكبر من الطلبة المعتقلين تمّ اعتقالهم بعد محاولة الانقلاب التي جرت عام ٢٠١٦ وإعلان حالة الطوارئ.
والتهم التي وجهت لقسم منهم هي الانتماء لجماعات ارهابية أو مساعدة جماعات ارهابية.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.