أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / فيروس “العثمانيين الجدد”.

فيروس “العثمانيين الجدد”.

 

أنقرة مشغولة منذ فترة طويلة في سياستها التوسعية.

في ضوء هذه الحقيقة ومن أجل التصدي لها، فإن البيان الصادر عن مكتب اللجنة المركزية لمتابعة القضية الأرمنية يكشف ذلك، ولكن يمكن قول المزيد عنها. بعبارة أخرى، يمكن إضافة تأكيدات جديدة بأن تركيا تتبع سياسة “عثمانية جديدة” على نطاق واسع كما كانت في أيام السلاطين، وعواقب هذا السلوك محسوسة في الشرق الأوسط. لذلك فإن الخطوة الأولى هي إطلاق صفارات الإنذار، والذهاب إلى ما أبعد من ذلك. من الواضح أن التعصب التركي في العقود الأخيرة قد تجاوز الحدود ليصل إلى أعماق أفريقيا.

ومع أخذ هذا المنظور بالاعتبار، هل يجب أن نتفاجأ بالتطورات التي بدأت منذ حوالي أسبوعين عندما أتاح بيان صادر من مذيع أرمني يحلل الأحداث السياسية في إحدى محطات الإذاعة اللبنانية فرصة للرئيس أردوغان وحاشيته لإطلاق نسر عهده الجديد ويظهر للعيان مع الافتراءات “العثمانية الجديدة”؟ وليس فقط بالتصريحات التي تؤكد الإبادة الجماعية للأرمن. وهنا يشهد العالم أنه يعمل بجد بالوسائل الحديثة، ليس بالدعاية المعادية للأرمن فقط ولكن بالكشف أيضا عن الأحلام التركية القديمة الذي يعمل على تحقيقه.

اجتمع المجلس الاستشاري الأعلى تحت رئاسة أردوغان لمناقشة ما يسمى “الخطوات المتخذة في مكافحة المزاعم التي لا أساس لها ضد تركيا فيما يتعلق بأحداث 1915”. هذه ليست سوى جزء من تلك الحملة الضخمة والواسعة المتجذرة منذ سنوات في كل مكان وخاصة في لبنان. ولكيلا نرى القضية في “حدود أردوغان الضيقة”، تجدر الإشارة إلى أن العالم شهد التوسع التركي قبل أن يصعد أردوغان الساحة السياسية.

على مدى العقد الماضي، أصبح هذا السلوك أكثر اتساقا وفعالية. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك الدعم غير المقنع المقدم للتركمان الذين يعيشون في شمال لبنان بالإضافة إلى الاستثمارات الاقتصادية. فقد تم بناء الشقق والمستشفيات والمدارس لهم، حيث يتم تعليم اللغة التركية والتاريخ العثماني، باختصار الهوية التركية. حتى أنه تم إصدار جوازات سفر تركية لهؤلاء السكان. وهذا في بلد عانى بشدة منذ قرن من الزمان نتيجة للغزو العثماني نفسه. ولبنان ليس الوحيد في هذا. فقد تم دعوة التركمان للقيام بهذا في كل من سوريا والعراق.

إن ما يسمى بـ ” أردوغان المؤيد للسلطان” ليس ملفقا ولا هو مبالغة، بل يتماشى مع نوايا تركيا الإمبراطورية والخطوات التي تجسدها، وبكلمات بسيطة إنه الاستنتاج المنطقي الذي يجمع كل ذلك.

في صفحات التاريخ، هناك أيضا محاولة للتستر على مسألة تقسيم قبرص عام 1974. ولا يزال مستترا ما حدث قبل عشر سنوات حين زعمت سفينة تحمل العلم التركي على أنها هرعت لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين. إن سياسة أنقرة التوسعية المناهضة لسوريا للاستيلاء على الأراضي من شمال سوريا والمستمرة ليومنا هذا هي أكثر فظاعة. وهل يمكن التظاهر بالعمى والطرش للاضطهاد ضد الأكراد والهجمات والتوغلات المتكررة والمذابح داخل الجزء الشمالي من العراق؟

إذا فتحنا الباب على نطاق أوسع قليلاً، يمكننا أن نرى بوضوح أن حملة “العثمانيين الجدد” تستمر أيضا وبشكل ملحوظ في القارة الأفريقية. في ليبيا على وجه الخصوص، أظهرت أحداث العام الماضي أن أردوغان يواصل استفزازاته محاصِرة فرنسا وروسيا والعالم العربي بأسره. اليوم، على الرغم من القرارات والعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة، فإن سفن الشحن في طريقها من الموانئ التركية تصل سراً إلى موانئ ليبيا تحت رعاية حكومة الوفاق الوطني ويتم تزويد قواته بالذخيرة التي أحرزت تقدماً على الأرض مؤخراً، مما جعل “الجيش الوطني الليبي” للجنرال حفتر الذي يتمتع بدعم مصر والعالم العربي في وضع صعب.

مصر – ليبيا لن يرضيا أردوغان ومشاعره الإمبراطورية. علاوة على ذلك، ووفقا لما يمليه الحسابات فقد تم أيضا تسليم جزيرة سواكن ذات الأهمية العسكرية في البحر الأحمر التي تنتمي للسودان إلى الرعاية التركية. تم التوقيع على هذه الاتفاقية خلال رئاسة عمر البشير. حكم العثمانيون الجزيرة في القرن السادس عشر واستمروا حتى القرن التاسع عشر، وبعد ذلك بقيت تحت الحكم المصري لفترة قصيرة قبل أن تصبح تحت حكم السودان.

من الواضح ومن غير المدهش أن قيادة السودان الحالية والدول المجاورة مصر والمملكة العربية السعودية غير راضيين عن هذا الترتيب “العثماني الجديد”. الأزمة المستترة تصبح أكثر تعقيدا عندما نتذكر أن أردوغان يتمتع برعاية وتشجيع الغرب، ويكون صداقات مع الشرقيين.

في ضوء هذه الصورة والحقائق الفظيعة، العالم مدعو لدراسة فيروس “العثمانيين الجدد” وابتكار المضاد المناسب لها.

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …