أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / اضطراب في تركيا بسبب رسالة غولن التي تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن.

اضطراب في تركيا بسبب رسالة غولن التي تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن.

بقلم هاروت ساسونيان، محرر صحيفة The California Courier

اندلع جدل كبير في تركيا الأسبوع الماضي بعد أن ادعت مجلة “Gercek Hayat” (الحياة الحقيقية) الإسلامية التركية المؤيدة لأردوغان أن الإمام التركي المثير للجدل فتح الله غولن قد كتب رسالة في 6 أيار 1965 يعترف فيه بالإبادة الجماعية للأرمن. تم تضمين الرسالة في عدد خاص للمجلة من 176 صفحة تنتمي إلى المجموعة التحريرية لصحيفة “Yeni Safak” الموالية للحكومة، المملوكة لعائلة صهر الرئيس التركي.

كما اتهمت مقالةGercek Hayat كلا من الحاخام الأكبر في اسطنبول إسحاق هاليفا، بطريرك الروم الأرثوذكس برثلماوس، البطريرك الأرمني السابق شنورهك كالوستيان، وكالة الاستخبارات الأمركية “سي أي أيه”، الناتو، الموساد الإسرائيلي، هيلاري كلينتون، البابا يوحنا بولس الثاني، والقادة الأتراك السابقين عصمت إينونو وبولنت أجاويد وسليمان ديميريل بالتعاون مع غولن.

هرب غولن إلى الولايات المتحدة في عام 1999. وفي وقت لاحق، أصبح هو والرئيس أردوغان خصمين بعد تعاون طويل استخدم خلاله أردوغان اتصالات غولن وموارده للوصول إلى السلطة. في عام 2016، بعد محاولة الانقلاب في تركيا، اتهم أردوغان غولن بأنه العقل المدبر للانقلاب. سجن أردوغان وأطلق عشرات الآلاف من أتباع غولن. منذ ذلك الحين، وجه أردوغان طلبات متكررة إلى حكومة الولايات المتحدة لتسليم غولن إلى تركيا، حيث سيواجه الموت المؤكد. رفضت الولايات المتحدة طلبات أردوغان. حتى أولئك المتهمين بالارتباط مع غولن الذين كانوا يعيشون خارج تركيا، تم اختطافهم من قبل عملاء أردوغان السريين وإعادتهم إلى تركيا لمواجهة تهم قاسية.

في ظل هذه الظروف، عندما اتهمت مجلة مؤيدة لأردوغان قادة الأقليات الدينية وغيرهم في تركيا بالارتباط مع غولن، أصبحوا قلقين بشأن سلامتهم الجسدية وهجمات محتملة على مؤسساتهم الدينية والثقافية.

فيما يتعلق برسالة غولن الموجهة إلى البطريرك الأرمني السابق التي نشرتها المجلة التركية، فقد تم نشرها عدة مرات من قبل وسائل الإعلام التركية.

في ما يلي مقتطفات من رسالة غولن في 6 أيار 1965: “لقد عرفت عائلات وأفراد أرمن خلال طفولتي في أماكن عملي. لن أتوقف عن لعن الإبادة الجماعية الكبرى التي ارتكبت ضد الأرمن في عام 1915. وأعلم أن من بين الذين تم قتلهم وذبحهم العديد من الأشخاص المحترمين للغاية، وأنحني احتراما لذكراهم. أدين وبشدة قتل أولاد عيسى عليه السلام، على يد جهلة يعيشون على اسم مسلمين”.

وذكرت المجلة التركية أن البطريرك شنورهك شكر غولن، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة إلى دعاة مثله: “نعتقد أن العلاقات الودية ستبقى كما هي في بلادنا المقدسة حيث يوجد خطباء قيمون ومنصفون مثلك”.

تمت كتابة خطاب غولن المزعوم عام 1965 على ورقة تظهر مصفرة، مما يجعلها تبدو أصلية. في عام 2013 أثناء وجوده في الولايات المتحدة، أصدر غولن بيانا آخر قال فيه: “ارتكب الاتحاديون سياسة خاطئة. إن الأمر متروك لنا لتصحيح السياسة الخاطئة التي يتبعها الاتحاديون. لهذا السبب يجب أن نكون في حوار جيد جدا مع الأرمن والدول الأخرى. يجب أن ننتهز كل فرصة للحوار بأفضل طريقة ممكنة.

الخبر السار هو أن القادة الدينيون لمجتمعات الأقليات في تركيا كانت لديهم الشجاعة لانتقاد المجلة التركية بقسوة. وأصدرت البطريركية الأرمنية بيانا جاء فيه “نأسف للاتهامات الباطلة ضد البطريرك شنورهك. إن مثل هذه الكتابات تحت مظلة حرية الصحافة تسبب لنا الألم وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة. هذه الأكاذيب مزعجة للبطريركية الأرمنية في تركيا والمجتمع الأرمني. مظاهر العنصرية، كما هو الحال في أي مكان آخر، تُرى أيضا في هذا البلد، وتجعل الهروب من عواقبها مستحيلة … هذا التشهير الذي لا أساس له أمر غير مقبول بالنسبة لنا. نعتقد أن السلطات المختصة ستوقف هذا الظلم ونأمل أن يتم تطبيق القانون واتخاذ الخطوات اللازمة ضد المشهرين”.

كما أدانت بطريركية الروم الأرثوذكس المجلة التركية ووصفت المعلومات المنشورة بأنها “خاطئة ومتحيزة تماما … إن نشر هذه الادعاءات يتسبب في فتنة بين المسيحيين واليهود والمسلمين وهي خطيرة وغير مسؤولة، لأنها تقوض وحدة شعبنا … إن هذه المعلومات بالغة الخطورة ويمكن أن تكون سبباً في أعمال عنصرية وتعصب خطيرة. يشعر البطريرك المسكوني برثلماوس بالمرارة والاستياء الشديد من الاتهامات الموجهة ضده، على الرغم من جهوده من أجل خير بلدنا “.

انتقدت الجالية اليهودية أيضا في اسطنبول المجلة التركية: “ندين التمييز والاستفزاز الذي تسببتها هذه المنشورات باتهامات لا أساس لها ضد كبير حاخامنا. تضر منشورات الكراهية هذه بتركيا. من جانبنا نأمل في إعادة الحق لنصابه فورا ضد منشورات الكراهية هذه – من خلال المعلومات الصحيحة والوسائل القانونية – لأنها تؤثر على تركيا، التي نحن جزء لا يتجزأ منها “.

في حين، أحال العضو الأرمني في البرلمان التركي كارو بايلان الجدل إلى البرلمان عن طريق الكتابة لنائب رئيس البلاد فؤاد أوكتاي:   “ألا يمكن أن تؤدي عبارات الكراهية التي تستخدمها وسائل الإعلام الإخبارية بشكل دوري القريبة من الرئيس التركي إلى حدوث جرائم تقوم على الكراهية؟

أود أن أختتم بثلاث نقاط رئيسية:

1- فتح الله غولن كان حليف أردوغان قبل أن يؤكد الأخير سلطاته الديكتاتورية. الإعلام القريب من أردوغان، قبل كل شيء يجب أن يلوم أردوغان على ارتباطه لسنوات طويلة مع غولن، بدلاً من إلقاء اللوم على قادة الأقليات الدينية وغيرهم!

2- إذا كانت رسالة غولن صحيحة، فهو لم يرتكب أي خطأ. لقد اعترف ببساطة بحقيقة الإبادة الجماعية للأرمن. أردوغان هو المسؤول عن الكذب حول الإبادة الجماعية للأرمن!

3- إن الأقليات في تركيا مرعوبة من المقال في المجلة التركية لأنهم يعرفون أن هناك الكثير من المتطرفين في تركيا الذين سيلجأون إلى أعمال عنف مروعة ضد الأرمن والآشوريين واليونانيين واليهود والأكراد. خوفهم مبرر. يجب الإشادة بقادة مجتمع الأقليات لتحدثهم بجرأة ضد مقال التهديد في المجلة التركية.

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …