ولدت كارين يبيه في عام 1876 في مدينة جيلينغ الدنماركية. علِمت يبيه كمعاصريها عن مذبحة الأرمن التي ارتكبت بين عامي 1894- 1896 في الإمبراطورية العثمانية من خلال وسائل الإعلام الأوروبية وقد سمعت لأول مرة عن اضطهاد الأرمن في عام 1902.
بعد حضور محاضرات العالم الدنماركي والإنساني Aage Meyer Benedictsen ، أصبحت كارين يبيه عضوةً في منظمته “أصدقاء الأرمن الدنماركيين”. كما التقت أيضا مع مؤسس ورئيس البعثات التبشيرية الألمانية-الشرقية يوهانس ليبسيوس للانضمام إلى المنظمة.
يبيه لم تكن مبشرة. وقد اقتنعت هي وبنيتكتسين أنه من أجل مساعدة الأرمن الذين يعيشون في الإمبراطورية العثمانية ولحفزهم وتنميتهم من الضروري احترام ديانتهم وثقافتهم.
أدركت يبيه وقادة منظمة “أصدقاء الأرمن الدنماركيين” أنه كان من الضروري الحصول على الدعم في الإمبراطورية العثمانية وذلك عن طريق التعاون مع المنظمات التبشيرية الألمانية والأمريكية وكذلك مع السلطات المحلية.
في عام 1903 وصلت كارين يبيه البالغة من العمر 27 عاما والعاملة الميدانية الوحيدة لـ “أصدقاء الأرمن الدنماركيين” إلى أورفا، الواقعة في المناطق الجنوبية من الإمبراطورية العثمانية، وأعلنت على الفور عن مسؤوليتها لرعاية أكثر من 300 يتيم أرمني في مخيم اللاجئين الألماني في أورفا.
في عام 1915 خلال أيام الإبادة الجماعية للأرمن، لم تدخر يبيه أي جهد لمساعدة الأرمن وتزويدهم بالمأوى في منزلها وكان رجال الدرك العثمانيين قد قاموا بتفتيش منزلها مرارا ولكنهم لم يعثروا على أي من الأرمن يختبئون عندها.
عانت من الأمراض والإجهاد من مشاهد موت أحبائها وشعورها المستمر بالخطر كان من شأنه أن يستنزفها.
كتبت يبيه “كم كان سيصبح جيداً عدم مشاهدة طريق الموت هذا يمتد من بوابات أورفا إلى السهول الصفراء البعيدة التي لا نهاية لها والتي تحترق تحت الشمس. لم يكن السهل ممتلئا بأشجار خضراء ظليلة وجديدة بل بجثث أشخاص في مستويات مختلفة من التفسخ. بعضها ملقاة على أبواب المدينة. والمرضى الذين لا يزالون قادرين على القيام ببضع مئات من الخطوات الإضافية اقتلعوا من أسرهم وضُربوا بالعصي”.
في عام 1917، عادت يبيه إلى وطنها بسبب حالتها الصحية السيئة، ومن خلال شهاداتها حول مذبحة الأرمن، حاولت إطلاع العالم على الجرائم التي ارتكبت في الإمبراطورية العثمانية.
في عام 1920 وصلت كارين يبيه إلى حلب لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للأرمن. في عام 1921، تم تعيينها مفوضا معتمدا للجنة التي أنشأتها عصبة الأمم لتحرير المختطفين النساء والأطفال الأرمن من الأسر.
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من نشاط اللجنة، تم إنقاذ مائة من النساء والفتيات الأرمن من السبي. كان مركز البحث الذي أنشأتها كارين يبيه في حلب هو المساهم الرئيسي للوصول إلى نتائج ملحوظة. عندما زاد عدد النساء والأطفال مع مرور الوقت، أصبح من الضروري إنشاء مأوى خاص.
أولئك الذين أطلق سراحهم من السبي حصلوا على الرعاية الطبية اللازمة والملابس والطعام. ولمساعدتهم في العثور على أقربائهم، تم إرسال قوائم شخصية فيها صور مرفقة إلى الصحف والكنائس والمنظمات الأرمنية. بالنسبة للنساء اللائي لم يعثرن على أقربائهن، تم فتح “منازل مفردة”. وكان من المفترض على “الوحيدين” أن يتبنوا الأيتام.
شارك ميساك ملكونيان، الابن المتبنى ليبيه، في البحث عن الأيتام أيضا، وقد اعتنت بهم يبيه بنفسها وسُمع شعار “أرمني واحد – قطعة ذهب واحدة” في كل مكان في الصحراء.
اعتبرت كارين يبيه أن الكنيسة الأرمنية والتعاون النشط مع رجال الدين قد لعبا دوراً رئيسياً في تربية الأيتام الأرمن. آمنت يبيه أن الكنيسة الأرمنية من خلال طقوسها ومراسيمها أسهمت في إحياء الماضي وفي إعادة الهوية الوطنية للأرمن الذين عاشوا لسنوات مع أمم أخرى وانصرفوا عن جذورهم وقيمهم ودينهم.
حصلت يبيه على وسام الدنمارك “فارس فيلق الشرف” من الدرجة الأولى. كمفوضة من عصبة الأمم، منحت يبيه أيضا ميدالية خاصة من قبل الحكومة الفرنسية عن خدمتها في سوريا خلال الانتداب الفرنسي.
توفيت كارين يبيه في 7 تموز عام 1935 وبناءً على طلبها، أقيمت جنازتها وفقا لطقوس الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية ودفنت في المقبرة الوطنية الأرمنية في حلب أما دار الأيتام التي أسستها كارين يبيه فقد أصبحت في عام 1947 الكلية الوطنية التي تحمل اسمها والتي لا تزال تعمل ليومنا هذا.






القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.