أخبار عاجلة
الرئيسية / القفقاس / أرمينيا / تركيا تنجز “الميثاق الملي” لأتاتورك.

تركيا تنجز “الميثاق الملي” لأتاتورك.

Yerkir.am  كتب أركام يغيازاريان.

  لا تزال العملية العسكرية التركية في شمال سوريا مستمرة. إن العملية العسكرية الواسعة التي انطلقت في 9 تشرين الأول أظهرت أن الأساليب الخاصة بقيادة الحروب التركية لم تتغير. فبعد قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب بمغادرة الشمال السوري بقي الأكراد وحيدين في وجه عدو رهيب. ورغم الأخبار المتناقضة التي تصلنا سواء من الطرفين الكردي أو التركي إلا أنه من الملاحظ أن الجيش التركي يحرز تقدما ما.

البارحة نشر حزب العمال الكردستاني بيانا يدعو فيه الأكراد الى الاتحاد من أجل حماية أكراد سوريا، في حين طلب الرئيس السابق لكردستان العراق، مسعود البرزاني في الأمس المساعدة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كل هذا يشير إلى أنه بالرغم من الإختلاف بين الفصائل الكردية فإنها قد تتحد. توجهت Yerkir.am  إلى الخبيرة في الشؤون التركية آنوش هوفانيسيان  بسؤال حول إمكانية إتحاد الأكراد في كل من تركيا والعراق وسوريا وأن تمتد العمليات العسكرية إلى المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا, فكان ردها بأنه من الصعوبة بمكان إذا أخذنا بالحسبان الإختلافات الدينية وكذل اللغوية بين الأكراد. ” الوحدة الكردية اللتي يجري الحديث حولها لم ينجز ومن الصعوبة إنجازها، لم تتواجد في استفتاء كردستان العراق، أو على سبيل المثال  في فترة النضال الكردي في تركيا لم يكن الجميع إلى جانب الحل العسكري. برزاني شخصيا له علاقات جيدة مع تركيا”.

 بغض النظر عن الموقف الروسي الفاتر من هذه العمليات العسكرية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن اليوم بأنه نتيجة للعمليات التركية هناك احتمال بأن يهرب الإسلاميون المتشددون اللذين يعتقلونهم الأكراد الأمر الذي سيحول المنطقة إلى خطر متفجر من جديد.

 إن العمليات العسكرية التركية يجب النظر إليها بصورة أشمل، آخذين بعين الإعتبار المخططات الاستراتجية الجيوسياسية بعيدة المدى، والتي منها حلم إنشاء “تركيا الكبيرة”، والتي وإن كانت تبدو غير قابلة للتحقيق اليوم، إلا أنها موجودة في عقول النخبة التركية، ويحكى عنها في الصحافة، ومعلنة. في مئوية الجمهورية التركية عام 2023 يجب أن يتم تحقيق مخطط “تركيا الكبيرة”- حسب آنوش هوفهانيسيان عند تطرقها لأهداف عملية “نبع السلام” التي تقوم بها تركيا في شمال سوريا.

وبحسب الخبيرة فإن أوساط معينة في تركيا تشكك بشكل علني في وقائع معاهدة لوزان التي رسمت الحدود الحالية لتركيا وهم  يستندون باستمرار على”الميثاق الملي” التي بموجبها تأسست تركيا الحالية.

علينا أن نذكر بأن مصطفى كمال اتاتورك يكمن في عملية انبثاق “المجلس الملي” والتي هي عبارة عن مجموعة مبادئ بموجبها يجب ترسيم حدود تركيا بعد الحرب العالمية الأولى. وبحسب تلك المبادئ التي تتداولها القيادة التركية منذ عشرات السنين  فإنه يتوجب على تركيا الخروج من بنود معاهدة لوزان. وبحسب الميثاق فإنه يجب أن يشمل كل تراكيا في الشمال الغربي، جزية قبرص بأكملها، المناطق الشمالية من العراق متضمنة الموصل، شمال سوريا، ناخيتشيفان، جزء من أرمينيا، ومنطقة باطومي. تركيا ومنذ زمن بعيد خرجت عن المساحات التي رسمتها معاهدة لوزان. ففي عام 1938 ضمت بالقوة سنجق اسكندرون (هاتاي) أما في عام 1974 فقد غزت قبرص واحتلت %36 من الجزيرة.

إن ما تقوم بها تركيا في الشمال السوري كانت قد قامت به منذ 81 عاما في منطقة سورية أخرى ألا وهي الأسكندرون. فبفضل سياساتها المتلاحقة استطاعات تركيا أن تؤمن وجودا كبيرا في تلك المنطقة ، ومن ثم وباستفتاء خرجت المنطقة من السيادة السورية ومن ثم تم ضمها لتركيا. تركيا  ومنذ عدة سنوات منشغلة بعملية تتريك المناطق الشمالية السورية، وذلك بإنشاء المؤسسات التعليمية، واستبدال اللغة العربية بالتركية، كما تنتشر صور أتاتورك وإردوغان والأعلام التركية في كل مكان. وبصمت تدخل في المخططات تركيا المستقبلية منطقة باطومي (في جورجيا-القضية) حيث، الوجود التركي بات محسوسا، من مدارس وجوامع، مراكز الأعمال، ومرافق عامة.

من الصعب التكهن بكيفية انتهاء المغامرة التركية في سوريا، ولكن في ظل مثل هذه المواقف للمجتمع الدولي يمكن أن تفتح شهية تركيا الأمر الذي سيؤدي إلى عدم استقرار اقليمي طويل الأمد.

شاهد أيضاً

أذربيجان تشن هجموم من الجزء الشمالي الشرقي من أرمينيا والجيش الأرميني يتصدى ويرد العدوان.

يريفان في 28 يوليو/أرمنبريس: قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن الوحدات العسكرية الأذربيجانية التي هاجمت …

إلهام علييف يكرر أطروحته الزائفة بأن زانكيزور تنتمي لأذربيجان.

 مرة أخرى يتحدث إلهام علييف على التلفزيون الحكومي الأذربيجاني عن قصة قد تخيلها حيث كرر …