لقد تعرض حوالي 1.5 مليون أرمني للمجازر فيما تم تهجير مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من أراضيهم على يد الاحتلال العثماني العديم الرحمة.
أضافت ميزاغوبيان، عضو ناشط في الجمعية العامة لجمعية الحسين – مركز الأردن للتدريب والدمج الشامل، أنّ الأرمن وجميع الذين يريدون أن تسود العدالة في العالم يستمرون في تشجيع كل الأمم والدول على الاعتراف بهذه الإبادة الجماعية. وهم مصممون على تفادي تكرار الجرائم الشنيعة المشابهة التي لا تزال تهدد البشرية، خصوصاً في العالم العربي، على يد الجناة الوحشيين أنفسهم: حكام تركيا.
تحديات
ضحى الشهداء الأرمن بحياتهم من أجل الحفاظ على هوية شعبهم وثقافته وإيمانه. منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، برزت الفرصة أمام الأرمن كي يتمتعوا باستقلال حقيقي ويحتضنوا الديموقراطية ويعززوا حقوق الإنسان إضافة إلى بناء وتعزيز الجسور بين البلد الأم ودول الشتات. لكن وسط نظام عالمي يروج للعولمة والتنوع، ظهرت المسألة الجوهرية التي تتمحور حول كيفية مجاراة الأرمن لهذا النظام العالمي مع الإبقاء على وفائهم لذكرى شهدائهم ومع تعزيز هويتهم لا الاكتفاء بالحفاظ عليها وحسب.
شكر للدول المستضيفة
في الوقت الذي يبقون فيه مواطنين عالميين ملتزمين بالقيم والحقوق الإنسانية العالمية، يجب على الأرمن أن يتعهدوا بعدم خيانة تضحية شهدائهم وبالبقاء مخلصين لذكراهم. إنّ تدريس وتعلم التاريخ كما تدريس وممارسة اللغة والإيمان، خطوات تساهم في تحقيق هذا التعهد.
وينطبق الأمر نفسه على بناء جسور قوية مع الشتات الأرمني والذي يجب أن يُمنح فرصاً للاستثمار في وطنهم الأم والعودة إليه. وتشدد ميزاغوبيان على أنّ الأرمن لا يستذكرون شهداءهم وحسب بل أيضاً جميع تلك الدول التي وفرت ملاذات آمنة للناجين من الإبادة الجماعية بدءاً بوطنها الأردن الذي أبدى شعبه وقيادته كرماً هائلاً وحساً كبيراً بالتعايش.
أحفاد العثمانيين يواصلون تصدير الإرهاب
وأشارت الكاتبة إلى أنّه لا يزال أمام الأردن، كما هي الحال مع دول عربية عدة وقوى عالمية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، أن تعترف رسمياً بالإبادة الأرمنية، حيث لا يزال الأرمن يواصلون المساهمة سلمياً في بناء الحضارات في جميع أنحاء العالم.
وتعهدت ببقاء الأرمن أوفياء لذكرى شهدائهم من خلال بناء أمة ودولة أرمنية قوية وديموقراطية وموحدة ومحبة للسلام. كما تعهدت ببقاء ذكرى الإبادة الجماعية حية وبتذكير العالم بأنّ أحفاد الجناة العثمانيين يواصلون احتلال الأرض وتخريب التراث الثقافي وارتكاب المجازر ورعاية وتصدير التطرف والإرهاب، بالتالي، تهديد السلام والأمن والاستقرار حول العالم.
القضية قضية الشعب الأرمني
جورج عيسى
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.