كتب كارلو أوهانيان في صفحته على الفيسبوك.
▪الذكرى الثانية عشرة لاغتيال الكاتب و الصحفي الأرمني هرانت دينك..
▪من هو هرانت دينك؟
هرانت دينك (1954/9/15) – (2007/1/19).
هو صحفي أرمني يحمل الجنسية التركية و يعيش في أسطنبول، و هو صاحب ورئيس تحرير صحيفة أغوس الأرمنية. أغتيل في أسطنبول في 19 كانون الثاني 2007 أمام مقر الصحيفة لأنه كان يطالب بضرورة اعتراف تركيا بمسؤوليتها لمذابح الأرمن عام 1915.
حصل هرانت دينك بكالوريوس من جامعة إسطنبول ثم انتقل إلى قسم الفلسفة في الجامعة نفسها، إلا أنه أوقف دراسته لاهتمامه في تأسيس «معسكر تزولا للشباب الأرمني». بدأ هرانت دينك وزوجته رايتشل إدارة المخيم، لكن في عام 1979 استولت السلطات التركية على المخيم الذي كان يأوي 1500 يتيم أرمني. وضع دينك كتاباً عن قصة المخيم، وكتب فيه ما يلي: «كنت في الثامنة حين وصلت إلى مخيم توزلا، عملت لمدة 20 سنة من أجل هذا المخيم. تعرفت بزوجتي رايتشل، كبرنا معاً وتزوجنا هناك، رزقنا أطفالنا هناك، لكن تلقينا قرار المحكمة في يوم من الأيام وخسرنا بعد خمس سنوات من الكفاح. ماذا أمكننا أن نفعل والحكومة ضدنا؟» خلال هذه الفترة، سجن دينك ثلاث مرات بسبب آرائه السياسية، ثمّ بقي بعيداً عن النشاط السياسي بين 1980 و1990.
بين 1980 و 1990 ، عمل في مكتبة مع إخوته. وفي عام 1996، قرّر تأسيس صحيفة «آغوس» التي تصدر باللغتين الأرمنية والتركية، فشغل منصب رئيس التحرير فيها، على أن تكون الناطقة باسم المواطنين الأرمن في تركيا. أراد دينك أن تكون «أغوس» صوت المعارضة الديمقراطية التركية لإظهار حقيقة النظام وغياب العدالة بحقّ المجتمع الأرمني. واستمرّ في رئاسة التحرير حتى تاريخ اغتياله.
تعرّض هرانت لمضايقات و تهديدات كثيرة من الأتراك بسبب دعمه للقضايا الأرمنية وحثه الحكومة على الاعتراف بالإبادة الجماعية بحقهم؛ وكانت هذه الأفعال شبه «مباركة» من النظام التركي، وهو أمر اشتكى دينك منه كثيراً عبر مقالاته الأسبوعية.
تمت إدانة هرانت في 2006 بتهمة إهانة الهوية التركية بالحبس ستة أشهر مع وقف التنفيذ.
في 19 كانون الثاني 2007، كان هرانت دينك عائداً إلى مكتبه في صحيفة «آغوس» حين فاجأه المجرم أوغون ساماست و اغتاله بعدة طلقات.
قال محامي هرانت دينك أردال دوغال أنّ «ساماست ليس إلا الإصبع الذي ضغط على الزناد». و بذلك حمّل النظام التركي المسؤولية غير المباشرة وراء عملية اغتيال دينك، إذ أنهم مهّدوا الأجواء وشجّعوا القوميين المتطرفين على التمادي في التعبير عن آرائهم، إضافةً لتجاهل الأجهزة الأمنية التركية مسألة تهديدات هرانت والخطط التي كشف عنها لتصفيته.
كما قال أن هناك تحالفا بين حزب العدالة والتنمية الحاكم و”الدولة العميقة” المعروفة في تركيا بـ منظمة “أرجينيكون”، و أن أكبر دليل على هذا الاتفاق بين الطرفين، هو التستُّر على جرائم “الدولة العميقة”.
وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت في 16 كانون الأول 2012 أن السلطات التركية فشلت في معالجة تورط المسؤولين في الدولة في مقتل الصحفي والناشط في مجال حقوق الانسان هرانت دينك بإغلاق المحاكمة.
وفي عدد 20 كانون الثاني 2007، نشر الكاتب الإنجليزي الشهير روبرت فيسك (و هو من أبرز الصحفيين في العالم ) على صفحات “الإندبندنت” مقالا بعنوان “ضحية الإبادة الجماعية الأرمنية رقم 1,500,001″، قائلاً «أضيف شهيداً جديداً على مليون ونصف شهيد أرمني». و كتب في المقال ان دينك كان يحاول ان يخلق حوارا بين الأتراك والأرمن بهدف التوصل إلى رواية مشتركة لأول إبادة في القرن العشرين و اعتراف الدولة التركية بمسؤوليتها لمذابح الأرمن عام 1915.. بيد أنه دفع الثمن؛ رصاصتان في رأسه وأخريان في جسمه. وحسب فيسك، لم يكن هذا بمثابة ضربة مخيفة للمجتمع الأرمني الناجي في تركيا وحسب، بل هو أيضا إبطال مدمر لأمل تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
هرانت دينك حاصل على عدة جوائز عالمية منها:
– جائزة «ايزي نور زاراكوليو» لحرية التفكير والتعبير من منظمة حقوق الإنسان في تركيا عام 2005.
– جائزة «جيرمان هنري نانين» من مجلة «سترن» لحرية التفكير والشجاعة الصحفية 2006.
– جائزة «دوتش أوكسفام بين» للفكرة والتفكير 2006.
– جائزة «بجورنسون» النرويجية لحقوق الإنسان عام 2007 (قبل اغتياله بعدة أيام).
والجدير بالذكر أنه تم إنشاء مؤسسة “هرانت دينك” الدولية التي توزع الجوائز في يوم ميلاد هرانت دينك على الكتاب أو الهيئات أو المؤسسات التي تقوم بنشاط حول السلام والعدل، تكون إحداها من تركيا والأخرى من خارجها.
هرانت دينك.. لن ننساك.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.