قبل اثنا عشر عاما في مثل هذا اليوم 19 كانون الثاني استشهد هرانت دينك أحد أبطال الشعب الأرمني.
عام 2007 في هذا التاريخ في أحد الشوارع الرئيسية في منطقة شيشلي في إسطنبول وأمام مقر رئاسة تحرير جريدة آغوس AGOS التي يترأس تحريرها تم اغتيال هرانت دينك برصاص العداء والغل والكراهية التركي تجاه الأرمن…
الشهيد الذي لم يتم الثالثة والخمسين من عمره كان يعبر وبصوت عال عن الأرمن وعن ما قامت به الدولة التركية من إبادة ضد الشعب الأرمني وعن العدالة والحرية عموما.
هرانت دينك كان مستعدا للتضحية بأغلى ما يملك، حياته.
ما من شك بأن الجريمة كانت من وحي وتدبير السلطات التركية، فرئاسة تحرير جريدة آغوس كانت تتلقى التهديدات بالقتل مرة تلو الأخرى بسبب الآراء التي كانت تطرحها وبصوت عال حول اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية إضافة إلى المقالات الجريئة التي كانت تنشرها.
ومن أجل امنه الشخصي كان هرانت دينك قد لجأ إلى السلطات الأمنية التركية, فتم وضع كاميرة مراقبة عند مدخل المقر، وبالتالي فإنه من غير المنطقي أن تتم عملية الاغتيال في وضح النهار من قبل متعصب وبدافع شخصي كما ذكر.
أتى استغلال إردوغان للواقعة بفتح تحقيقٍ بخصوص عملية الاغتيال وعبرت نخبة السلطة التركية انزعاجها من الجريمة التي تم تحميلها للمتعصبين القوميين وبهذا المعنى تم توجيه تهمٍ من قبل الجهات الرسمية التي سعت بدورها لاكتشاف أوكار إجرامية في الجيش والمخابرات.
تم استغلال ادعاءات السعي وراء اكتشاف مدبري العملية ومعاقبتهم بأشد العقوبات من قبل السلطات التركية بخبث حتى بدأت تنهال على إردوغان الإشادات من قبل الدول الكبرى.
هذا الرأسمال تم توظيفه إلى أبعد الحدود من قبل أنقرة لتسهيل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي وتجميل الصورة النمطية لتركيا المجرمة عند الرأي العام العالمي.
بعد خمس سنوات من الاغتيال لم تتردد العدالة التركية عن طريق الكذب والتزوير بأن تعلن أن الجريمة عمل فردي وحيد وليست عمل منظمة والحكم على المجرم بالسجن المؤبد.
ولتخليد ذكرى هرانت دينك تم إنشاء “مؤسسة هرانت دينك العالمية” التي تقوم بتوزيع جوائز سنوية والتي قامت في عام 2009 بنشر كتاب هرانت دينك بعنوان “شعبين قريبين، جارين بعيدين” المهداة للعلاقة التركية الأرمنية.
كما هو الحال بالنسبة للأرمن فإن ملف اغتيال هرانت دينك من قبل إرهاب الدولة ليست مغلقة كذلك هو الحال عند كافة الأوساط التركية العادلة. رفاق هرانت دينك و مؤيديه يطالبون دائما بمتابعة القضية حتى إظهار الحقيقة كاملة للعالم وأن ينال كل من يحاول أن يكمم أفواه أرمن تركيا المطالبين بالكشف عن كافة المجرمين وأن ينالوا جزائهم العادل.
ن.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.