لماذا يتجنب الأرمن السوريون تركيا؟ مقال لصحفي تركي في “المونيتور”.

في حين  تلتمس مجموعات عرقية مختلفة بما في ذلك الأكراد والتركمان والمسيحيون في سوريا اللجوء إلى تركيا نتيجة للأزمة المستمرة في البلاد  يتجنب الأرمن السوريون السفر إلى ذلك البلد.

   وقد تطرق الصحفي التركي سيبل هورتاس على هذه الواقعة ، في مقال نشر في “المونيتور” مشيرا فيه إلى أنه نتيجة للحرب في سوريا ، حاول الأكراد والتركمان السوريون العثور على ملجأ في البلدان المجاورة ، مثل الأردن ولبنان وتركيا. وفقاً للبيانات الرسمية ، هناك أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ، لكن لا وجود للأرمن بينهم.

 الصحفي التركي سيردار كورجو ، الذي يتعامل مع اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا ،  سجل حقيقة مثيرة للاهتمام خلال بحثه. لا يكاد يوجد أرمن بين هؤلاء اللاجئين. وقال “قلت لنفسي إن هذا لا يمكن أن يكون بسبب وجود عدد صغير من الأرمن في سوريا ، وهناك سبب آخر“.

 في وقت لاحق التقى كورجو مع رجل أرمني سوري في تركيا قال إنه على الرغم من أن الحدود مع تركيا قريبة ، إلا أنها في الواقع بعيدة عنهم والسبب هو الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915. بحسب كورجو “فر الأرمن السوريون من الأناضول منذ 100 عام في حلب. المجازر ، ذكرياتهم ، طازجة لدرجة أنهم قرروا عدم المجيء إلى تركيا ، “قال كورجو ، مؤلف كتاب بعنوان” أولئك البعيدين عن حلب “.

  لقد تحدث إلى عشرات الأرمن السوريين من أجل إعداد الكتاب ، التي كانت قصصهم هي نفسها في الأساس. سمعوا جميعا ذكريات وشهادات مذابح عام 1915 من أجدادهم في سن مبكرة. “الحرب في سوريا هي إبادة جماعية ثانية لنا. وقالت لينا شامليان إن جدي نجا من أول إبادة جماعية عندما فروا من أورفا في سوريا عام 1915.

كما قالت ساغيغ راستلينيان “كأرمن ، حياتنا مليئة بالأحداث والمآسي ، كما لو كان هذا هو مصيرنا. شاركت في احتفالات يوم 24 أبريل. إنهم مؤلمة جداً ، لكن هذا الألم يذكرنا أيضاً بأننا أقوياء “.

 يردف كورجو إن تجنب تركيا في طريق الهروب من سوريا لا يرجع فقط إلى الذاكرة وإنما أيضا نتيجة لموقف الدولة التركية تجاه الأرمن. حيث: “يعتقد الأرمن السوريون أنهم إن جاؤوا إلى تركيا ، فلن يعاملوا بشكل جيد هنا“.