أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / مُروّج سخيف للبروباغاندا الأذربيجانية يلقي اللوم على أرمن كاليفورنيا.

مُروّج سخيف للبروباغاندا الأذربيجانية يلقي اللوم على أرمن كاليفورنيا.

 بقلم هاروت صاصونيان
لا يمر أسبوع واحد، إلا و يظهر فيه مُروّج جديد للدعاية الأذربيجانية، يكتب معلومات مغلوطة و معادية للأرمن عن أرمينيا أو عن الشتات الأرمني. المقالة الأحدث كتبها المدعو اندريو كوريبكو، و هو شخص مجهول يوصف بأنه محلل سياسي أميركي يقطن في موسكو. و لا نعرف ما هو المؤهل العلمي أو الخلفية التي جاء منها و التي خولته ليكون محللا لشؤون الشتات الأرمني و ليطلق اتهامات مغلوطة معتمدا على معلوماته السطحية التي يملكها. و تعطي المقالة انطباعا أنها ليست فقط مجرد نتيجة لجهالة، بل إنها جهد متعمد من قبل كيانات لا يصعب اكتشافها.
  عنوان مقالة كوريبكو التي نشرها مركز أبحاث العولمة في كندا: “اللوبي الأرمني في أميركا يتسلم مهمة إزعاج أذربيجان و روسيا”.  واضح من خلال العنوان إن كاتبه يحاول التحريض على أزمة بين روسيا و الأرمن، بيد أنه في الحقيقة لا وجود لأي أزمة بين الطرفين. و في نهاية المقالة نجد ملحوظة تبيّن أن المقالة كتبت في الأساس لموقع moscow-baku.ru مما يبين الجهة التي يسعى الكاتب لإرضائها.
في الفقرة الأولى، يهاجم كوريبكو أرمن كاليفورنيا “لانتمائهم القومي المبالغ فيه، و العمل لصالح الولايات المتحدة الأميركية و ضد مصالح أرمينيا”. و بالطبع جميع هذه المعلومات خاطئة. و تهدف لإثارة جدال لا أساس له. و نقدم لكم الفقرة الأولى للتعليقات المختلة لكوريكبو: “إنّ اللوبي الأرمني المتواجد في كاليفورنيا واللذي يدعم أشد  السياسات النارية و القومية للوطن الأم, هو احد الأسلحة الفعالة التي تمتلكها أرمينيا في سياستها الخارجية. و عوضا عن التصرف كأداة مسؤولة و واقعية للحكومة الأرمينية وما ينتج عن ذلك من سياسة متوازنة لإبقاء التوازن بين القوى العظمى، يتم دائما عكس الأدوار فيقوم اللوبي الأرمني باستخدام يريفان كأداة بيدها و تعمل ضد المصالح القومية لأرمينيا لتعزيز الولايات المتحدة الأميركية. تطمح جميع الدول أن تبني مجتمعات قوية و مؤثرة لشعوبها  في الشتات، و لكن الشتات الأرمني مسيّس و يؤثر سلبا و باستمرار على يريفان بغاية جعلها تحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية.”
أولا، أرمن كاليفورنيا لا يحاولون التأثير على سياسات جمهورية أرمينيا، بل لا يملكون القوة لذلك أصلا. ثانيا، أي شخص لديه أدنى فكرة عن ارمن أميركا يعرف انهم دائما ما ينتقدون علاقات أميركا مع تركيا، و موقفها من جمهورية ناكورني كاراباخ/ارتساخ الأرمنية، و التأثير المفرط لتركيا على مسؤولي الحكومة الأميركية الذين يرفضون استعمال مصطلح الإبادة العرقية الأرمنية. و لذلك فإنه ليس صحيح أن ارمن أميركا يخدمون بشكل أعمى مصالح الولايات المتحدة الأميركية.
و يلوم كوريبكو بعدها أرمن الشتات في أميركا لأخذهم وفد من الكونغرس الأميركي في منتصف شهر أيلول ليس فقط لزيارة أرمينيا بل لأنهم انتقلوا منها إلى “الأراضي الأذربيجانية الغربية المحتلة”. و باستعماله لتعبير “الأراضي الأذربيجانية الغربية المحتلة” اصبح جليا لمصالح أي طرف يخدم. و بكل غرابة يذهب بوصف تلك الزيارة بأنها “ليست فقط خطوة لصالح أرمينيا بل تضر بالاستراتيجية الروسية”. و بذلك يتهم كوريبكو ارمن أميركا “بتقويض المصالح الروسية في أرمينيا” و ذلك بالطبع غير صحيح بتاتا لأن أرمينيا لا تملك تلك النية ولا حتى القدرة لتقويض روسيا. و بذلك بيّن الكاتب من هو سيده الثاني بعد أذربيجان.
و يلجأ كوريبكو بعدها لمبالغة حادة، بتلفيق السيناريو التالي غير الصحيح عن ارمن أميركا: “في الحقيقة يريدون فعل كل شيء لإفساد الصداقة التاريخية بين أرمينيا و روسيا بمحاولاتهم لإبعاد يريفان عن موسكو و إخضاعها لوصاية واشنطن.” و لضمان ترويج ادعائه الزائف، يستحضر الكاتب شكاوى مواطني ارمينيا الشهر الماضي بسبب إعلان رسمي للحكومة الأرمينية بتقديم دعم اكثر لبرامج اللغة الروسية: “هنالك تطابق دقيق بين الموقف الذي اتخذه بعض عناصر الشتات الأرمني في أميركا و بين شركائهم المرتبطين بأمريكا في أرمينيا.”
لكن الحقيقة أنهّ ما من شخص واحد في الشتات أجمع في العالم قال كلمة انتقاد عن اللغة الروسية”. ثم يلجأ كوريبكو إلى مبالغة أخرى غير مبررة من خلال الادعاء “بأن وزارة التعليم الأرمينية شعرت بالضغط لتنهار لمطالب الشتات و لتعيد و تأكد أن اللغة الأرمنية هي اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد وسواء كان ينوي أم لا، سقط [وزير التعليم ليفون مكردشيان]في فخ حرب المعلومات الذي وضعته له العقول الماكرة التي تنظم الأنشطة السياسية للأرمن في الولايات المتحدة”. و هذا كله من اختراعات الكاتب.
  متجاوزا جميع حدود المنطق يزعم كوريكبو “أنّ اللوبي الأرمني في أميركا يشبه بحد كبير الغولنيين في تركيا، فيما يمثلون من شبكة قوة غامضة بأجندة جيوسياسية صلبة متقدمة في وسائل التلاعب و كلاهما يخدمان مصالح واشنطن ضد أوطانهم”. و يدعي كوريبكو باستنتاج خاطئ “أنّ اللوبي الأرمني في الولايات المتحدة الأميركية يقترب و بشكل مريع من أخذ السيطرة الكاملة على السياسة الخارجية لوطنهم الأم”.
هناك العديد من التحريفات في مقالة كوريبكو لا يمكن الإشارة إليها لكثرتها. و من قام بتكليف هذه المقالة يجب أن يدرك إن كتّاب كهذا بأكاذيبهم المضحكة يسببون الضرر لمصالح دافعي رواتبهم اكثر مما يضرون بالمجتمع الأرمني في كاليفورنيا !

شاهد أيضاً

الرؤساء الثلاث لمجموعة مينسك: “شوشي جزء لا يتجزأ من إقليم أرتساخ”.

كتبت ARFD.AM  سياسة الدولة التي تنتهجها باكو تجاه شوشي لا تشمل فقط مناطق الاستيطان والتجديد …

الشراكة بين الهند وأرمينيا: عامل توازن ناشئ في جنوب القوقاز.

بقلم : نفارت تشاليكيان و بول أنتونوبولس كان “انتصار” أذربيجان في حرب ناغورنو كاراباخ انتصارًا …