يوم بعد يوم تنكشف الدلائل حول الدواعش و من غذاهم وحقن فيهم تلك العقيدة الوحشية التي تعلن الإجرام جهاداً و القتل والذبح نهجا لرفع كلمة الله.
إنهم هم أنفسهم قبل مائة عام هم نفسهم اليوم. أتوا من غياهب آسيا الوسطى متذرعين بالدين ليقتلوا وينهبوا ويحرقوا ويحطموا حضارات شعوبٍ بأكملها.
إنهم الأتراك. ومرتزقتهم يتابعون ما قام به أسيادهم العثمانيين ما دامت الإنسانية ساكتة على إجرامهم.
اليوم بين أيدينا صور حديثة لمزار “مركدة” في محافظة دير الزور في سوريا وما آل إليه على يد العثمانيين الجدد.
فرات اف ام-الشدادي- على بعد 90 كم من الحسكة يقع جبل “مركدة” والذي عليه رفات الأرمن وترجع تسميته إلى “الرقود” بعد مجزرة الدولة العثمانية عام 1915م.
التقت كاميرا فرات اف ام بالسيد “نشمي الصليبي” حارس كنيسة الأرمن في مركدة الذي تحدث عن “مرقدة أو مركدة” قائلا: “تم اكتشاف هذا المكان أثناء حفر لإنشاء الأساس لمدرسة إبتدائية حكومية تقع على الطريق العام بين “دير الزور والحسكة”.
وهي عبارة عن هضبة كاملة من العظام يكفي أن تحرك التراب بيديك لترى العظام مدفونة على تلّة ارتفاعها 20 متراً ، ففي كل عام يقصد الأرمن “مركدة” من كافة أصقاع الأرض تخليداً لشهدائهم المدفونين على أرضنا الطيبة يزورون ضحاياهم ويقيمون الصلوات في ذكرى مذبحة الأرمن الشهيرة.
واعتبرت آخر مرحلة من مراحل التهجير والإبادة التي وقعت بتاريخ 1915م. ويشير “الصليبي” أنه «في كل عام يقوم الحجيج الأرمن بزيارة كنيسة شهداء الأرمن بدير الزور ومن ثم يتوجهون إلى جبل مركدة الواقع بين دير الزور والحسكة وهو بمثابة مقبرة جماعيّة يبحثون فيه عن رفات أجدادهم.
وترجع تسميتها مرقدة إلى “الرقود” حيث رقد فيها الأرمن الرقود السرمدي وذلك بعد مجزرة 1915 التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن”.
كما يوجد في البلدة ضريح رمزي في أحد المواقع التي شهدت عملية تصفية للأرمن أثناء نقلهم من جنوب تركيا إلى دير الزور، ويوجد فيها جبل الحمة “حمة ماكسين” وأشار أن الأرمن حتى اليوم يرددون عبارة شهيرة: لولا دير الزور والحسكة لما بقي أرمني واحد على وجه الأرض.
وكانت أرمينيا ولازالت تعترف بالفضل، فضل السوريين عموماً ودير الزورو الحسكة خصوصاً، “فسوريا قدمت للأرمن المأوى والحماية والمدرسة والكنيسة والهوية وجواز السفر، وقاسمتهم رغيف خبزها وزادها في يوم محنتهم الرهيب في العام 1915م”،بحسب تعبير الصليبي .
ويتابع “الصليبي” حديثه عندما سيطر تنظيم داعش على المنطقة تم اتهامي بالكفر وموالاة الكفار لأني كنت أحرس الكنيسة وقاموا بضربي حتى كُسر عظم من عظام أضلع صدري، ثم قاموا فيما بعد بتفخيخ الكنيسة وتفجرها بشكلٍ نهائي ومن تلك الفترة توقفوا الحجيج من القدوم إلى مركدة .
يذكر أن بلدة مركدة تتبع لمحافظة الحسكة،و تبعد مسافة 95 كم عن مدينة الحسكة و 80 كم عن دير الزور، تقع على الطريق الرئيسي الواصل بين الحسكة ودير الزور، حيث يقسمها الطريق إلى قسمين شرقي وغربي وأغلبية سكان البلدة عرب من قبائل من العقيدات والجبور وعشيرة المشاهدة الحسينة .
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.