جمهورية أرمينيا الأولى في كتيب.

المؤلف: د.آرشاك بولاديان سفير جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية
الناشر :سفارة جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية
تاريخ النشر: 2018/5/14

 

أرمينيا عشق التاريخ للبقاء، مزيج التراب بالتراث، خليط ألوان الطيف بسواد الطغاة وبريق
السرمدية.
بلاد ما بعد الطوفان، مرسى سفينة سيدنا نوح التي حطت على سفوح جبل أراراط، منبت
غصن الزيتون في ثغر حمامة بيضاء امتطت قوس قزح وحلقت في سماء مهد البشرية.
إنها أرمينيا ذات التاريخ الممتد عبر العصور، فمنذ أن سكنها هايك أحد أحفاد سيدنا نوح وحتى
يومنا هذا وأمواج الزئير والأنين تتابع تاركة بصماتها على صفحات تاريخ عريق شاع نور فجره في
القرن السابع قبل الميلاد، حسب شهادات مؤرخي العصور القديمة، وخلال القرنين الثاني والأول قبل
الميلاد صار لأرمينيا أن تكون إحدى كبريات دول العالم ذات موقع جغرافي استراتيجي على طريق
التجارة الواصل بين الشرق والغرب، فازدهرت الحضارة وعم الرقي والرخاء، هذا ما جعل منها
محط أنظار الطغيان وغنيمة يتوق إليها كل من هب ودب. هكذا توالت الويلات على أرمينيا، لكن
الشعب الأرمني المناضل لم يتخاذل يوما في تصدي الأعاصير وظل يدافع عن أرضه وكيانه وهويته
وثقافته، فكل مرة امتد فيها يد العدوان ليقتل ويدمر، لثم الأرمني جراحه ولجم الألم في صدره ليمضي
قدما. >فالأرمني يجثو إجلالا لترابه، وليس أمام من يحتل أرضه، ينحني للبيرق المطعون ولذكرى
الشهداء.
وخير شهادة على ذلك المعارك المصيرية في شهر أيار التي تصادف هذا العام الذكرى
المئوية لأحداثها، إحدى اهم المنعطفات في تاريخ أرمينيا، حيث تم الإعلان عن ولادة شمس الحرية
ودوى صوت الشعب في وجه الطغيان.