القضية قضية الشعب الأرمني
نظم نادي التقاليد الأرمنية في صالة (عصام فارس) في الجامعة الأمريكية ببيروت مساء 27 أبريل, أمسية خاصة للذكرى الـ 103 للإبادة العرقية للأرمن, خلال الأمسية قدم المؤرخ التركي وأستاذ التاريخ في جامعة (كلارك) البروفيسور تانير أكتشام دراساته الأخيرة بعنوان “تعليمات القتل” و “برقيات طلعت باشا و الإبادة الأرمنية” و التي نُشرت في كانون الثاني عام 2018.
وبعد الاستماع إلى النشيدين اللبناني والأرميني، القى كلمة الافتتاح باسم نادي التقاليد الأرمنية رئيس النادي ناري أغاسركيسيان.بعد الترحيب بالحضور ، قال إنه على مدار أكثر من 18 عامًا ، نظم نادي التقاليد الأرمني فعاليات إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية ليس فقط لإحياء ذكرى المجزرة الأرمنية ، ولكن أيضًا لتنوير جميع أعمال الإبادة الجماعية في التاريخ.
ثم ، قدم خطاب الأمسية بشكل موجز المحاضر في قسم العلوم السياسية في الجامعة هوفهانيس كوكدجيان. أشار الدكتور كوكدجيان أن الدكتور أكتشام يعمل منذ سنوات عديدة بجمع الأسس لوضع الإبادة الجماعية للأرمن على أرض أكثر واقعية ومحاربة سياسة إنكار تركيا لها . وقد نشر العديد من المنشورات في هذه السلسلة ، بما في ذلك ما يلي: “تعليمات القتل. برقيات طلعت باشا والإبادة الجماعية للأرمن “و يشكلون حجر الأساس في هذا الصراع. وقال إنه في الشهر المقبل ، سيأخذ أكتشام لقب “المكافح من أجل العدالة” لعام 2018 من قبل منظمة “العالم بدون إبادات جماعية” ، ثم قام الدكتور كوكدجيان بدعوة المحاضر إلى المنبر.
أساس خطاب الدكتور أكتشام كان حول أساليب إنكار الإبادة العرقية للأرمن و الوقوف ضدها. وشدد على أن سياسة الإنكار هي آلية كاملة تنكر الحقائق وتشوهها أيضاً. وقال إن سياسة الإنكار هي صراع سياسي حيث تكتب “القوة” قصة “جديدة” لتغطية الحقائق قدر الإمكان. أشار أكتشام إلى المراحل الخمس لسياسة الإنكار الخاصة بالإبادة العرقية للأرمن ، و التي تنتهجها الدولة التركية ،من خلال خلق الأحداث ، وكتابة حوادث جديدة وتوثيقها، وأخيراً إتلاف الوثائق. وأوضح أن هكذا تُخلق “واقعين” مختلفين ، أحدهما هو الحدث الذي حدث ، والآخر هو الحدث الذي تم اختراعه. وقال أن “سياسة الإنكار لا تنشأ على أساس أكاديمي ، ولكن على قوة سياسية“.
بالحديث عن هذا ، قال أكتشام أن دراسته الأخيرة سوف تأتي لموازنة هذه القوة بفضل أعماله الأرشيفية. هنا لدينا مجموعتان رئيسيتان: (وثائق المجلس العسكري التركي من 1919-1921) و(مذكرات آرام أندونيان). وأوضح أن سياسة الإنكار تطرح الوثائق الفعلية بإخراجها من السجلات ، وهذه الحالة تبرهن بوضوح على صحة المجموعتين المذكورتين أعلاه. قام أكتشام في هذه المجموعات بدراسة برقيات و رسائل و كتابات أحد العسكريين المدعو نعيم أفندي وقارنها بالمحفوظات العثمانية ووجد كلمات مرور و رموز متماثلة. تؤكد هذه التشابهات أن الوثائق التي حصل عليها الجانب الأرميني صحيحة.
خلال المحاضرة التي استمرت لمدة ساعة ، أظهر أكتشام بالتفصيل البرقيات ورموزها حيث تم تقديم سجلات نعيم أفندي التي تروي عن قتل وترحيل الأرمن.
وأنهى أكتشام إلى أن سياسة الإنكار مستمرة في رفض و تشويه الحقائق عن طريق اختراع الحقائق “الجديدة”. هذه الحقائق ستظهر عبر الدراسة العادلة والدقيقة للمؤرخين ، لكن مقاومة سياسة الإنكار تتطلب نضالا كاملا من الجميع في كافة المجالات.
و في الختام,أُتيح للحاضرين بطرح أسئلتهم و آرائهم.
وقد استقبل البطريرك ارام الأول للأرمن الأرثودكس لبيت كيليكيا في 28 نيسان ، البروفسور التركي تانر أكتشام حضر اللقاء هوفهانس كيوكجيان حيث قدم أكتشام كتابه الجديد عن الإبادة للبطريرك ،كما تحدث عن خططه المستقبلية في نفس المجال. والجدير بالذكر ان أكتشام هو عضو في لجنة بطريركية كيليكيا التي تهتم بقضية أملاك بطريركية سيس المحتلة من قبل تركيا .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.