توفيّت في يريفان السيدة المعمرة سيلفارت هايرابيد اداجيان التي شهدت الإبادة العرقية الأرمنية ونجت منها. سيلفارت من مواليد جبل موسى(موسى لير باللغة الأرمنية) وكانت ستبلغ المئة والستة أعوام من العمر في السابع من نيسان المقبل.
ينحدر أعضاء عائلة سيلفارت من أرمن سويديا في كيليكية وهم ممن شارك في معارك الدفاع البطولية عام ١٩١٥ في مواجهة الأتراك المهاجمين للقيام بأعمال الذبح والقتل والإبادة أثناء الإبادة العرقية الأرمنية. قرر الأرمن حمل السلاح، وجرت معارك كبرى دامت ٥٣ يوماً، استبسل فيها الأرمن ونجحوا في الدفاع عن أبناء جلدتهم ليسلموا من الذبح على أيادي الأتراك وليدحروا الأتراك الراجعين على أعقابهم مذلولين مدحورين.
في مقابلة أجريت مع سيلفارت علم ٢٠١٣ في إطار مشروع (اجاناديسي) “الشاهد” بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة العرقية الأرمنية قالت لوكالة الأرمنبريس: “في عام ١٩١٥ صعدنا أنا وأختي وأمي وأبي إلى جبل موسى، كنت حينها في الثالثة من عمري. والدي وعمي كانا جنديين، وحينها قام أبي بتدبير صعودنا إلى الجبل مع أمي.”
مرت خمس سنوات منذ العام ٢٠١٣، وتسنت لنا فرص للقاءات كثيرة لسيلفارت مع الزملاء الصحفيين الذين يحضرون المواد حول الإبادة العرقية الأرمنية سواء من أرمينيا أو خارجها الذين رغبوا مقابلتها. التحدث معها لعدة دقائق كافية، من المحال أن لا تحبها، ومحال أن لا تنقل إليك الدفء الإنساني بداخلها. في أوائل شهر شباط من عام ٢٠١٥ أجرت سيلفارت عملية جراحية معقدة، ولكنها نجحت في التعافي والوقوف مرة أخرى، والعيش بالرجاء والإيمان. وكانت الرغبة الوحيدة لهذه السيدة كما رغبة جميع الذين في سنها، والتي تعرف معنى الحرب، والقوية، والتي غلبت على الكثير من التجارب التي وقعت فيها، أن يعيش جميع ورثة ارثها تحت سماء سالمة.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.