في عام 2013، سافر فريق بحث صغير من أستراليا إلى أرمينيا بحثاً عن آثار واحدة من أقدم المقابر المسيحية في العالم، جلفا.
الغرض: جمع الصور والتصوير لبناء تمثيلات 3D من أجل تعزيز البيانات الأثرية الموجودة، للحفاظ على الموقع الثقافي الملغى وإعادة بنائه.
قبل مرحلة التدمير الأخيرة، كان الوصول إلى جلفا مقيدا.
في بداية القرن الماضي، احتوت المقبرة 10،000 شاهدة، متضمنة أهم مجموعة من الخاتشكار (أحجار الصلبان الأرمنية) وقد هدمت القوات الآذرية المقبرة بالكامل في الفترة 2005-2006، و حولتها إلى حقل للرماية العسكرية.
في 11 أغسطس 2017، التقت Horizon Weekly مع المدير المشارك لمشروع رقمنه مقبرة جُلفا في ناخيتشيفان، البروفيسور هارولد شورت، من قسم العلوم الإنسانية الرقمية في كلية King في لندن، لمناقشة مشروع رقمنه مقبرة جُلفا برعاية الجامعة الأسترالية الكاثوليكية وغيرها.

– بروفسور، جئت لهذا المشروع وأنت من ذوي الخبرة الإنسانية الرقمية. أخبرنا عن مختلف مراحل تدمير المدينة والمقبرة. لماذا وكيف حدث ذلك؟
تقع جلفا على ضفاف نهر أراكس بين إيران وناخيتشيفان، غرب مدينة جوغا، حتى تدميرها الكامل، الذي وقع على مر القرون, عندما أجبر شاه عباس سكان جُلفا على الرحيل، فبنوا بلدة جُلفا الجديدة، وقد فقد الكثير من الناس حياتهم أثناء عبور النهر. لم تبقى من جُلفا سوى المقبرة التي لم تمس و بالنسبة لشخص من ثقافة مختلفة لابد له أن يلاحظ جمال الخاشكارس الرائع.
وكان الدمار النهائي لجُلفا من قبل الجنود الأذربيجانيين هو الذي أثار اهتمامنا بالمشروع في نهاية عام 2005، وأوائل عام 2016 .
خلال معظم القرن العشرين، كانت ناخيتشيفان تحرس بدوريات من قبل القوات السوفيتية. وعلى الرغم من أنهم لم يشجعوا الزوار على زيارة المقبرة، إلا أنهم لم يمنعوا ذلك تماما. ومع سقوط الاتحاد السوفيتي، استولت القوات الأذربيجانية على ناخيتشيفان، وفي عام 1998 حدثت مرحلة تدمير أولية. وبضغط من اليونسكو، توقفوا. ولكن في نهاية عام 2005 -نحو عام 2006، تم إرسال قوات إلى هناك .
لقد تم تصوير الدمار من قبل كاهن أرمني كان على الجانب الآخر من النهر. إنها إبادة جماعية ثقافية، مثل تدمير بوذا باميان في أفغانستان من قبل طالبان في عام 2001.

– الرجاء حدثنا عن مشروع إعادة الإعمار الرقمي لمقبرة جلفا والغرض منه.
الهدف الأساسي هو بناء أرشيف أوسع تتعلق بمواد جُلفا.
لدينا بالفعل أرشيف من 2000 صورة التقطت بشكل منهجي في 1970 و1980 من قبل عالم أرمني، أرغام أيفازيان. حوالي 500 صورة التقطت على السلبيات الزجاجية في السنوات الأولى من القرن العشرين، وما يقرب 50 من شواهد القبور التي تم إزالتها من المقبرة على مدى القرن. كل هذه المواد التي تم جمعها توفر لنا أدلة مباشرة قيمة.
ثانيا، نحن نسعى لإنشاء منشآت الواقع الافتراضي الدائمة في يريفان وسيدني.
ثالثا، نريد إنشاء معرضا سياحيا يمكن أن يسافر إلى المدن دون موارد لإنشاء منشأة دائمة.
رابعا، إنشاء معارض الواقع الافتراضي على الأنترنت وأخيرا، نريد أن نتعاون مع المشاريع الأخرى والأفراد المهتمين في الحفاظ على إعادة بناء التراث الثقافي المدمر والمهدد بالانقراض.
![]()
– ما هو السبب في أن المشروع مقره في الجامعة الأسترالية الكاثوليكية في سيدني؟
بدون دعم الجامعة الكاثوليكية الأسترالية، لم يكن المشروع ممكنا. وبتمويل من مؤسسة كولبنكيان والمساهمات المقدمة من الشتات الأرميني في سيدني، نظمت أول رحلة ميدانية إلى أرمينيا في عام 2013. وقد أرسل فريق بحثي صغير إلى أرمينيا من أجل الكشف عما إذا كانت هناك مواد ومصادر أولية كافية (صور، صور الأقمار الصناعية، وثائق، خرائط) متاحة لإنشاء مقبرة افتراضية لجلفا ثلاثية الأبعاد، وإعادة بناء التراث الرقمي. ونشرت نتائج أبحاث الفريق في أرمينيا في الكتاب الإلكتروني بعنوان “استعادة المقبرة الأرمنية المفقودة”. ويأمل مشروع العودة الرقمية لمقبرة جُلفا في استعادة الكرامة للضحايا الذين ما زالوا مدفونين هناك ولضمان الذاكرة العامة للتراث الثقافي الأرمني.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.