التركي يظل تركيا هذا اقل ما يمكن أن يخطر ببال أي إنسان عندما يتذكر تلك الجريمة النكراء التي قامت بها المخابرات التركية قبل خمسة وثلاثين عاما عندما خطفت الناشط الأرمني أبراهام آشجيان في بيروت, فالعقل الإجرامي التركي لم يحتمل أن يرى ضحيته وقد قام من بين رماد المجزرة العرقية ليستمر بالحياة ويعيشها بكرامة بل وأن يكون مدافعا عن الحق والقيم الإنسانية في خضم حرب أهلية عصفت بالشعب اللبناني.
بقي الأرمن في لبنان يحاولون أن يطفؤوا نار الاقتتال الطائفي المستعر بين الأخوة , وابراهام آشجيان أحد أولئك القادة الأرمن اللذين حاولوا إبقاء بيروت موحدة وساهموا في التخفيف من وطأة تلك الحرب العبثية على سكانها.
أبراهام آشجيان بما كان يحمله من إرث أسلافه كان محط احترام الآخرين قبل أبناء طائفته اللذين أضحى بالنسبة لهم رمزا للإنسان الأرمني الذي أعاد تاريخ أسلافه من أبطال الأمة الأرمنية فكان القدوة التي لم يحيد عن قيمه أي من رفاقه, قائدهم الأسطوري الذي يعمل بتواضع وصمت, وهو يدافع عن الحق والإنسان والذي سيتذكره الكثيرون عندما يتحدثون عن الكرامة والشجاعة .
في 29 كانون الأول / ديسمبر تم إحياء ذكرى ابراهام آشجيان في بيروت وذلك بتسمية إحدى شوارعها الهامة باسمه بحضور جمع من المسؤولين والرفاق ووضع تمثال نصفي في نادي سارتاراباد الأرمني في برج حمود.
القضية قضية الشعب الأرمني
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.