في كل مرة يقوم النظام التركي بعمل من شأنه أن يغضب الكيان الصهيوني، يهدد سياسيو الدولة اليهودية وأعضاء برلمانها أنقرة بالاعتراف بالإبادة العرقية الأرمنية، معززين جبنهم كأمة أزهرت من رماد الهولوكوست.
ولقد كانت المبادرة الأخيرة من قبل ياير لابيد، رئيس حزب ييش اتيد، والذي نقلت ذي تايمز اوف إسرائيل عنه أنّ حزبه سيقدم مشروع قرار يعترف بالإبادة العرقية الأرمنية للكنيست (السلطة التشريعية للكيان الصهيوني). وتأتي هذه كردة فعل لتصريح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي وصف إسرائيل كدولة ارهابية تقتل الأطفال، بعد أن قصفت الحكومة الإسرائيلية متظاهرين كانوا يحتجون ضد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
وتمّ نقاش الاعتراف بالإبادة العرقية الأرمنية في الكنيست الإسرائيلي ككل، و عبر لجانه التشريعية حتى الغثيان، ولكن دائما ما تم رفضه من قبل السلطة التنفيذية لكونه موضوع حساسا يمس بعلاقات تل ابيب مع انقرة.
وقال لابيد بحسب ذي تايمز اوف إسرائيل:” اردوغان تخطى حدوده، لن يحاضرنا شخص ينكر قتل مئات الآلاف من الأطفال في الإبادة العرقية الأرمنية”.
بعد كل هذاو بعد ظهور الدولة الإسلامية وما يعرف اليوم بداعش، تعليقات لابيد صحيحة لقد كنا نحن الأرمن نقول هذا ولأكثر من قرن. وهنا يطرح سؤال التالي نفسه: “لو لم يصف اروغان الكيان الصهيوني بالدولة الإرهابية، هل كان لابيد وحزبه الييش اتيد سيقدمون مشروع قرار للاعتراف بالإبادة العرقية الأرمنية؟ أم كانوا سيستمرون بالتواطؤ مع الجريمة التركية ويواصلون إنكار الإبادة العرقية الأرمنية؟”
في دولة لا تفوت فرصة لتذكر العالم بأهوال الهولوكوست، استغرق الكيان الصهيوني وقتا طويلا للتوفيق بين احترامها لحقوق الإنسان والخسائر التي مني بها اليهود وبين حقيقة الإبادة العرقية الأرمنية.
وتمّ لعب سيناريو مماثل في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قامت منظمات يهودية أميركية بحماسة كبيرة بعرقلة أو إيقاف أي قرار بالإبادة العرقية إلا أن بعض من هذه المنظمات وبسبب موقف أنقرة تجاه إسرائيل وموقف المجتمع الأرمني الأمريكي غيرت من نهجها واعترفت بالإبادة.كما أن بعض من هذه المنظمات اليهودية مستمرة في مواقفها المعادية للأرمن من خلال جماعات الضغط، وقد أمست هذه المرة أبواقا لأذربيجان ونظامها الاستبدادي.
إذا كان الاعتراف بالإبادة العرقية الأرمنية من جانب الكيان الصهيوني، مرهونا بأهواء أنقرة، فيتوجب أن يتخلى المشرعون الإسرائيليون عن هذا العمل ويلغونه إلى الأبد من جدول أعمالهم، فمن الواضح أن الجريمة التي شكلت نموذجا لهتلر في تخطيطه وتنفيذه الهولوكوست لا تستحق الاعتراف بها إلا إذا أغضبت أنقرة، وتحديدا، أردوغان الدولة اليهودية.
يجب على الكيان الصهيوني أن يعترف بالإبادة العرقية الأرمنية ليست لأنها مناسبة سياسيا، بل لأنها حقيقة تاريخية. إن إسرائيل، من خلال عدم الاعتراف بالإبادة، تواصل تضخيم نفاقها عن طريق التواطؤ في إنكارها.
القضية قضية الشعب الأرمني

يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.